من المرتقب أن تمتد الأزمة الدبلوماسية في الخليج باستمرار المقاطعة التي تفرضها مصر والسعودية والإمارات والبحرين إلى سنة 2018 ، مما سيؤدي إلى شح في المواد الغذائية والتذمر الشعبي، وحتى إلى حدوث انقلاب أو تدخل خارجي.
هذا ما خلص إليه التقرير الحصري الذي أعدته الهيئة المنظمة لمؤتمر “قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي، والذي سينعقد في لندن، المملكة المتحدة، في 14 سبتمبر 2017 .
يشير التقرير إلى أنه ليس من المتوقع أن تسفر الأزمة، التي دخلت شهرها الرابع، عن نهاية قريبة، مما سيجعل قطر تتقارب أكثر مع إيران إن لم تضطلع إحدى الشخصيات القطرية المعتدلة ببناء جسور من الثقة مع مجموعة دول الأربعة، والتي طرحت في وقت سابق قائمة تتألف من 13 مطلبا من قطر، شملت التوقف عن دعم الجماعات الإسلامية الراديكالية، وعن حماية الهاربين ممن تتهمهم الولايات المتحدة الأمريكية بالإرهاب، وبالالتزام بمقررات اتفاقيتي الرياض المبرمتين في 2013 و 2014 .
أدت المقاطعة إلى تأثيرات اقتصادية بالغة، وإلى تناقص في الطعام والمواد الغذائية في الأسواق، والمزيد من التبرم الشعبي، واستخدام القوات الأمنية للعنف البالغ، وقد عززت التقارير الإعلامية والرسائل عبر منصات التواصل الاجتماعي من نشوء هذا الوضع.
تناقش الأوساط الدبلوماسية حاليا إمكانية حدوث انقلاب على يد مجموعة من أسرة آل ثاني الحاكمة يطيح بالأمير تميم بن حمد، ويرى التقرير بأن وجود القوات التركية على الأراضي القطرية قد يُضعف من احتمال حدوث تمرد، وفي المقابل فإن تركيا تتعرض لضغوط دولية متزايدة لسحب قواتها.
كما تطرق التقرير أيضا إلى إمكانية حدوث تدخل عسكري خارجي، وأوضح بأن أي تحرك من هذا القبيل سينجح خلال أيام قلائل في الإطاحة بالنظام القائم.
ومن جانبه قال الأستاذ خالد الهيل، المتحدث الرسمي باسم المعارضة القطرية، إن “هذا التقرير البحثي يوضح مدى المعاناة التي يلاقيها المواطنون القطريون نتيجة لتعنت الأمير في الاستجابة لمطالب دول مجموعة الأربعة”، وأضاف قائلا “إن احتمال تغير نظام الحكم في قطر يتزايد بشكل مضطرد”.
يشارك في مؤتمر “قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي” المئات من كبار الساسة العالميين، وصانعي القرار، والأكاديميين، والمراقبين السياسيين، ومن المواطنين القطريين لمناقشة أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة ومكافحة الإرهاب في قطر، ويُنظمه رجل الأعمال والإصلاحي القطري، السيد خالد الهيل، إضافة إلى مجموعة من الإصلاحيين القطريين من الحريصين على إيجاد حل منطقي للأزمة الحالية، ومن الحادبين على استقرار وأمن بلادهم في المستقبل.