عشقٌ كهذا العشقِ ليسَ خياري

كيفَ استبحتَ مدائني ودياري

أودعتَ في التّيهِ اللّذيذِ حكايةً

شغفَ الخيالُ بها ليصبحَ جاري

سبعاً تطوفُ شفاهُ عشقكَ ليلتي

لتنالَ لثماً منْ فمِ الأقمارِ

ما ذنبُ شاعرةٍ كنبضِ فراشةٍ

شجناً تدندنُ رنّةَ القيثارِ

ما كانَ شعري في الغرامِ رسائلاً

بلْ إنَّ منْ حزنِ الشّعورِ أواري

أغْراكَ لحظٌ واللّحاظُ قواتلٌ

أمْ ثغرُ حرفٍ باحَ بالأسرارِ

فأنا الّتي صوّان قلبي صُغتهُ

مِنْ رحلة الألام والأكدارِ

وَفرشتُ دَربَ القادمينَ حجارةً

مَتْرَسْتُ بابَ القلبِ بالأعذارِ

لا لا أريدُ لكلّ إحساسٍ مَضى

كالسّيلِ يجري هادمًا لجداري

غَارتْ بقلبي كلّ جارحةٍ لها

فيض الدّموعِ مُخبأٌ بِجرارٍ

مَالي ببعضِ السَّلوِ عَنْ تِذكارها

عَبثاً أحاولُ فكَّ قيد حَصاري

ها أنتَ ما كلّ القلوبِ منازلٌ

أبعدْ خيولكَ عنْ مُحيطِ مَزاري

قدْ جئتَ منْ أقصى المحبّةِ ساعيًا

ترمي الظّلالَ على ندى الأزهارِ

حَاذرْ مَساسَ الوَردِ أنَّ لِشوكهِ

وَخزَ القلوبِ بحدةِ البتّارِ

تلكَ النّساءُ خَواتمٌ أما أنا

يَعلو لِجوزاءِ السّماءِ مَداري

إنّي أراني الشّمشَ يسطعُ نورها

منْ كوّة الأفكارِ والأشعارِ

لو رمتُ وداً أنتشي بِسنائهِ

لاخترتُ نبضا من سنا الأنوار

هذي تراتيلُ الفؤادِ تطرّفتْ

وتمرّدتْ كتمردِ الثوارِ

يا قيسُ عذرًا عقلُ انثى قادني

لأخطَ حرفاً فيهِ كلّ وقاري

فَخذْ الفتات منَ القصائدِ وارتحلْ

فالقلبُ منهُ إنْ دنوتَ يُضاري