لم تتوقف وسائل الإعلام بكل أشكالها عن ترديد اسم إرما طوال الأيام الماضية باعتباره من أقوى الإعاصير التي تسبب في إجلاء الملايين عن ولاية فلوريدا ومن قبله تردد اسم هارفى وبالطبع البعض يذكر إعصار كاترينا وإعصار ريتا فلما الإصرار على تسمية الاعاصير بأسماء نساء وسر تسمية الأعاصير من الأساس.
يعتبر السبب الرئيسي وراء إطلاق الأسماء على الأعاصير لتفادي الخلط والالتباس الذي يقع فيه الناس وخصوصا في المناطق، التي تكثر فيها الأعاصير المدارية، كما أنه من الدقيق في التحذيرات والتنبيهات من العواصف أن يتم تحديدها باسم.
تعود بداية التسمية النظامية للأعاصير لعالم الأرصاد الجوية الأسترالي كليمنت راج، حيث قام بإطلاق اسماء الأعاصير بأسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الارصاد الجوية.
وكان إطلاق الأسماء على الأعاصير في البداية بشكل عشوائي، بينما عكف خبراء الأرصاد الجوية على استخدام نظام الحروف الأبجدية مع قائمة من الأسماء المؤنثة فقط، وذلك في منتصف التسعينيات في عام 1950، وحملت العاصفة الأولى من موسم العواصف اسما مؤنثا يبدأ بحرف “A”، ثم تحمل العاصفة الثانية اسما مؤنثا أيضا يبدأ بحرف “B”.
وفي عام 1953 تخلت اللجنة الدولية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن نظام الأبجدية، وتم اختيار أسماء النساء خصيصا للعواصف ولم يتم إضافة أسماء الذكور حتى عام 1979، وذلك بعدما ظن الكثير أن الأعاصير التي تحمل أسماء النساء ليست على قدر كبير من الخطر، وهو ما قد يسبب عددا أكبر من الضحايا.
وضعت قوائم أسماء الأعاصير موزعة على مناطق متعددة للمحيطات حول العالم، حيث يعاد تدوير تلك المجموعات ذاتها من الأسماء كل 6 سنوات، لتستخدم قائمة محددة كل عام، وهو ما يعني أن مجموعة معينة من الأسماء تتكرر كل 6 سنوات.
وبالرغم من وجود تلك القوائم، إلا أن إعصار”كاترينا” أطلق على أول من اكتشفت قدومه إلى الشواطئ الأمريكية، وكانت موظفة عاملة في مركز بحوث الأرصاد الجوية، وهو ما حدث أيضا في إعصار “ريتا”.
بينما قررت بلدان شرق آسيا الابتعاد عن الاسماء الاميركية فبدأت تسمي أعاصيرها وألغت الأسماء المستوردة من أميركا، مثل إعصار “تيد” وإعصار “فرانكي”، وهي أسماء أمريكية تم إطلاقها على الأعاصير الآسيوية بحجة أنها غير مفهومة لشعوبها فاستخدمت أسماء حيوانات بدلا من الأسماء البشرية مثل إعصار “دامري” ومعناه “الفيل” باللغة الكمبودية، وإعصار “كيروجي” وهو اسم نوع نادر من البط البري بكوريا الشمالية.
8 دول في شمال المحيط الهندي هي بنجلاديش والهند والمالديف وماينمار والسلطنة والباكستان وسريلانكا وتايلاند، أعدت قائمة بـ 64 اسما، يتم إعطاء الأسماء للأعاصير طبقا لهذه القائمة.
وعندما يضرب إعصار أي من تلك البلدان يقوم المركز الإقليمي المتخصص للأرصاد الجوية ومقره نيودلهي باختيار الاسم الذي جاء دوره في القائمة.
وتتناوب البلدان الثمانية في اختيار أسماء الأعاصير، وكانت أسماء آخر 7 أعاصير في منطقة شمال المحيط الهندي على النحو الآتي: “نيشا” بنجلاديش، “بيجلي” الهند، “إيلا ” المالديف، “فايان” ماينمار، “ورد “عُمان، ” ليلى” الباكستان، “باندو” سيرلانكا إعصار “فيت” تايلاند.
تشمل قائمة الأعاصير للعام 2017 عدة أسماء من بينها “بريت”، “أوفيليا” و”فيليب” ومن المقرر إعادة استخدامها مرة أخرى العام 2024، باستثناء الأعاصير المدمرة والتي يتم حذفها من القائمة، مثل إعصار “كاترينا” و”ساندي” و”جواكين” و”أيرين”، بينما لم يتم الإعلان بعد عما إذا كان سيتم حذف “هارفي” أو “إرما” من القائمة.