سلطنة عمّان تحتفي بالذكرى الثامنة والأربعين ليومها الوطني

أخبار العالم , Comments Disabled

تحتفي سلطنة عمان غدًا الأحد 18 نوفمبر 2018 م بالذكرى الثامنة والأربعين ليومها الوطني، وهي ذكرى تحمل في ثناياها المنجزات الحضارية ومعاني الفخار والعزة والانتماء لأرض عُمان الغالية التي بلغت في ظل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس بن سعيد أسمى مراتب المجد والنماء والأمن والأمان.

فقبل ثمانية وأربعون عاماً وعد السلطان قابوس في خطابه التاريخي الأول عام 1970م بإقامة الدولة العصرية فأنجز ما وعد بتوفيق وفضل من الله وبحكمة مستنيرة استلهمت قيم الماضي وتطلعات المستقبل.

وطوال السنوات الماضية نعمت عُمان بمنجزات عديدة ومتواصلة شملت مختلف مجالات الحياة وعلى نحو يحافظ على أصالتها وعراقتها، ويكرس قيمها ويعتز بتراثها ويواكب تطورات العصر في ميادين العلم والمعرفة، ويستفيد من التقدم الإنساني في شتى الميادين .

وأبرز ما يمّيز مسيرة النهضة العمانية الحديثة أن السلطان قابوس أرسى منذ توليه مقاليد الحكم أسس ودعائم الوحدة الوطنية بوصفها ركيزة راسخة تنطلق منها وترتكز عليها جهود التنمية المستدامة في شتى المجالات ، وإعلاء قيم العدالة والمواطنة والمساواة وتدعيم أركان دولة المؤسسات التي ينعم فيها المواطن والمقيم بالأمن والأمان، وتتحقق فيها للجميع أجواء الطمأنينة وصون الحقوق ، وشكلت الثقة السامية العميقة في قدرات المواطن العماني على المشاركة الإيجابية والواعية في صنع القرارات وفي صياغة وتوجيه التنمية الوطنية حافزًا كبيرًا للمواطن العماني على المشاركة وممارسة حقوقه السياسية التي كفلها النظام الأساسي للدولة منذ عشرين عامًا مضت، وقد انعكس ذلك بوضوح في تطور مسيرة الشورى العمانية، وفي هذا الإطار يقوم مجلس عمان بجناحيه (مجلس الدولة ومجلس الشورى) بدور حيوي، بالتعاون مع الحكومة، في ظل الصلاحيات والاختصاصات الواسعة التي يتمتع بها، بدوره التشريعي والرقابي لصالح الوطن والمواطن .

ومع إيمان السلطنة بالسلام والعمل من أجل تحقيقه فإن قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية تقف على أهبة الاستعداد للذود عن تراب الوطن وحماية مكتسبات النهضة المباركة سيما أن السلطان قابوس بن سعيد القائد الأعلى للقوات المسلحة يحيطها دوماً برعايته السامية وعلى نحو يوفر لها كل ما تحتاجه من عدة وعتاد للقيام بواجبها ودورها الوطني مع العناية التامة بمنتسبيها قادة وضباطًا وجنودًا أو بما يحقق كفاءة عالية في الأداء وفق البرامج المحددة لذلك .

تم تصنيف السلطنة بين الدول ذات المقومات البيئية الأفضل المواتية للأمن الغذائي حيث أولت اهتماما مبكرا لبناء وتطوير منظومة متكاملة للأمن الغذائي شملت بناء منظومة المخزون الاستراتيجي للغذاء وتحرير استيراد السلع مع استقرار أسعارها ودعم بعض السلع والاهتمام بزيادة إنتاج الغذاء وإنشاء العديد من الشركات الحكومية المعنية بهذا المجال .

وضمن اطار الاهتمام الحكومي بالحفاظ على البيئة محليا وإقليميا ودوليا أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن فوز “مجلس الحدائق الوطنية في سنغافورة “بجائزة “اليونسكو السلطان قابوس لحماية البيئة 2017 م “وهي أرفع جائزة دولية في هذا المجال وقد خصصها جلالة السلطان منذ عام 1989 م . وتمنح كل عامين اعتبارا من عام 1991م لأبرز الهيئات والمؤسسات والمعاهد العاملة في مجال صون البيئة .

وفي المؤشر العالمي الذي يصدر عن منظمة الملكية الفكرية العالمية (الوايبو) تقدمت السلطنة (7) درجات في التصنيف العالمي لمؤشر الابتكار العالمي 2016م، مقارنة بمؤشر العام الماضي حيث جاءت هذا العام في المرتبة الـ73 عالميا والـ13 على مستوى شمال إفريقيا وغرب آسيا، وفي مؤشر كفاءة البنية الأساسية العامة جاءت السلطنة في المركز الـ32.

وفي المجال السياحي تزخر السلطنة بمقومات طبيعية متنوعة تساهم في إيجاد بيئة سياحية جاذبة للسياح من مختلف الأماكن، فسحر الطبيعة العمانية نسج من الجبال والأودية والسهول والبحار سحر ملهم يتجلى في حب المغامرة والاستكشاف والاستجمام والترفيه .

كما تنعم السلطنة بتاريخ مجيد وبحضارة واسعة تتضح ملامحها في جميع الولايات من خلال القلاع والحصون والأبراج الشامخة الشاهدة على معالم السلطنة التاريخية والطبيعية وترسخ قيمة للسياحة.

وتنسجم الطبيعة في السلطنة فتنحت الأودية طريقا لها وسط الجبال الشاهقة لتعبر في طريق زراعي وصولا إلى البحر، حيث تجد عدداً من الكهوف الجميلة التي يقصدها السياح والمستكشفون، والشواطئ الجميلة والرمال الذهبية التي تجذب الزوار للتجول والتخييم، كما تنعم البلاد بجبال وسهول معتدلة الأجواء في مختلف الفصول.

وتعد نيابة الجبل الأخضر بولاية نزوى بمحافظة الداخلية إحدى المناطق التي تلهمالسياح، ويقع الجبل على ارتفاع أكثر من 3000 متر عن سطح البحر، وهو جزء من سلسلة جبال الحجر، ويمتاز بطقسه المعتدل واللطيف في فصل الصيف والبارد في فصل الشتاء ويشتهر بتنوع منتجاته الزراعية كالفاكهة والزهور والرمان والخوخ والمشمش واللوز والجوز والورود التي لا تنمو إلا في ظروف معينة.

ومن الجبال الجميلة والممتعة في فصل الصيف ” جبل شمس ” ويقع في ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية على ارتفاع ما يقارب من 3500م عن سطح البحر، وساعد هذا الارتفاع على تغير مناخ الجبل عن باقي المناطق بالسلطنة وشبه الجزيرة العربية، حيث تصل درجة الحرارة إلى صفردرجة مئوية في فصل الشتاء، وما بين 26 و35 درجة مئوية في فصل الصيف، مما جعله مصدر جذب للسياح الأجانب من هواة التخييم وبعض العائلات العربية التي تبحث عن الهدوء والطقس اللطيف.

كما يوجد بالسلطنة العديد من عيون المياه العذبة والساخنة لتشكل إحدى المقومات السياحية المهمة ولقد قامت هذه العيون (الينابيع) في المناطق الجافة بدورٍ مهم في تحديد أماكن الاستيطان القديمة، حيث تستخدم مياهها في الشرب والزراعة حتى يومنا هذا.

وتعد “عين الكسفة” بولاية الرستاق إحدى عيون المياه الطبيعية وتصل درجة حرارتها إلى 45 درجة مئوية، وتنبع منها المياه الساخنة في عدة “جداول” لسقي البساتين، وتشتهر مياهها بأنها علاج طبيعي لأمراض الروماتيزم لطبيعتها ” الكبريتية ” وكذلك تستخدم علاجا للأمراض الجلدية.

كما تنتشر القلاع والحصون في مختلف أرجاء السلطنة ومن أهمها قلعة “الجلالي” وتطل على بحر عُمان وتعرف ايضاً بـالقلعة الشرقية وتعتبر من أشهر القلاع العُمانية، وقلعة ” الميراني” وتَقع في مسقط مُطلة على بحر عمان وتعرف ايضاً باسم القلعة الغربية فهي مُطلة على تلة صَخرية عالية في آخر السور الغربي، ويتم الصعود اليها عبر درج مَنحوت في الصخور.

 


بحث

ADS

تابعنا

ADS