الطريق أمام الفنانين والفنانات من الصف الثانى فى مصر، بصرف النظر عن عمرهم الفنى، ليس مفروشا بالورود، كما يعتقد البعض، لكثرة شركات الإنتاج، بالتزامن مع توافر مواقع التواصل الاجتماعى، وعلى رأسها اليوتيوب، حيث يواجه هؤلاء وخاصة الفنانات مشاكل كثيرة، تقتل المواهب فيهم، حتى ولو كانت مواهب خارقة، وتدفع بعض الفنانين والفنانات إلى الاعتزال المبكر.
هذا ما أكدته المطربة “تهانى “، موضحة أن اختلاف المرحلة الحالية عن المراحل السابقة، يعد أحد أهم المشاكل التى تواجه الفنانات والفنانين فى الفترة الحالية، وقالت : بالنسبة لى، المشكلة الأساسية هى مشكلة سيولة مادية، فقد كان لى زميلات وزملاء لديهم مواهب خارقة ولكنها دفنت بسبب عدم توافر الإمكانات المادية، وتوقف أصحابها لهذا السبب فى بداية الطريق، فالفلوس فى بلدنا تفعل كل شىء، وتحرك كل شىء، فلو معك فلوس يمكنك أن تنتج “أغنية كويسة”، ولو أغنية سينجل .
و أضافت، أنها كانت تدرس فى معهد الموسيقى العربية وكان لها زملاء وزميلات أصواتهم فى منتهى الجمال، ولكن المشاكل المادية أوقفت مشوارهم الفنى، وكذلك أصدقاء وصديقات مطربات فى الأوبرا توقفوا لذات السبب، وفجرت مفاجأة من العيار الثقيل، بتأكيدها على تعرض الفنانات لمطالب خارج السياق من ناس فى المجال مقابل تصعيدهم فى سلم المجد والشهرة .
وأزاحت المطربة تهانى الستار عن مفاجأة مدوية، مفادها أن ذلك المطلب الشاذ وغير الأخلاقى، لاتتعرض له البنات الفنانات فقط، وإنما يتعرض له الأولاد الفنانين أيضا، وحكت عن زميل لها أنه حكى لها أن سيدة “تقيلة أوى” وزوجها كان “واصل أوى”، طلبت منه مقابل عاطفى نظير وقوفها بجانبه ودعمها له، ولكنه رفض طلبها فطاردته، وسببت له مشاكل كثيرة بذلك، حيث هددته بأنها “هتوديه ورا الشمس “، إن لم يجاريها فى مطلبها، واستدلت “تهانى” بذلك على أن الوسط الفنى ليس منفلت أخلاقيا، كما يعتقد البعض، وإنما يوجد به، فنانات وفنانون ملتزمون دينيا، مؤكدة أن هذه التجربة قد دفعت ذلك الفنان الشاب إلى ترك الغناء إلى الأبد، وكان ذلك فى فترة ما قبل 25 يناير، رافضة فى الوقت نفسه الكشف عن اسمه أو هويته، من منطلق الحرص على سمعة الطرفين، وقالت: تلك الحكاية التى سمعتها بنفسى دليل أكيد على أن الوسط الفنى ليس كله منفتح ومنفلت أخلاقيا، ويوجد فيه أغلبية متدينة وملتزمة فى حياتها، وترفض أن تكون الرزيلة أو التفريط فى الشرف على حساب الدين والأخلاق، ثمن لتحقيق هدفهم فى الشهرة والنجومية.
“تهانى” أكدت أنها تحب القراءة، وتفضل الكتاب الورقى عن الكتاب الإلكترونى، وأنها تعشق شعر نزار قبانى، وأنها قرأت بعض الأعمال للعديد من شعراء العصر الجاهلى، كإمرؤ القيس وعمرو بن أبى ربيعة، وعنترة بن شداد، ولأحمد شوقى وحافظ إبراهيم وآخرين فى العصر الحديث، وأن الجيتار يستهويها فى الألحان، وأنها من عشاق عازف الجيتار الشهير الراحل عمر خورشيد، وأنها تعشق المطربة أنغام وتحترم اختيارتها لكلمات أغانيها لكونها تختار كلمات محترمة.
وعن طموحها، قالت المطربة تهانى ، فى البداية كان طموحى موسيقى فقط لا غير، ولكن وجدت هذا الشىء صعب جدا، فأنا أنفق عليه وأعطيه جهدى ومالى ولا آخذ منه شىء، ولذا اقتنصت فرصة جاءت لى، عبارة عن مشروع ميديا فاقتنصتها لأن الغناء جزء منها، ولأننى أحب أن أعرف كل شىء عن تكنيكات الغناء كالكلمة وأجهزة الصوت والكاميرات، وهذا يفيدنى جدا فى مجالى الأساسى الذى أحبه وتخصصت فيه وهو الموسيقى .
الفنانة تهانى أكدت أنها لم تغنى يوما فى الكابريهات، وأنها رفضت الغناء فى أى “night club”، عندما عرض عليها ذلك، عندما كانت صغيرة، مشيرة إلى أنها رفضت الغناء فى سن ست، وذلك لكون الغناء عندها رسالة وليس مجرد أكل عيش، أو مهنة على ما تفرج، وقالت: الكباريهات لها ناسها، ولكل فتاة ظروفها، كأن تكون محتاجة للمال، أو بنت ناس ورماها حظها السىء، فى هذا المجال، وهذا لا يعنى أنهن فتيات غير محترمات، بالعكس، فالعملية نسبية، وفى أى مكان بنات ملتزمات أخلاقيا ويحافظن على شرفهن، ويقاومن كل المغريات والضغوطات.
تهانى إبراهيم قالت أنها وقفت أمام الميكروفون لأول مرة وهى فى الصف السادس الابتدائى، موضحة أن الشاعر الغنائى لابد وأن يتسم بصفات، منها الموهبة الحقيقية، والحس المرهف، ولابد أن يكون متعلما ومثقفا ومدرك للمرحلة التى يعيشها المجتمع، لافتة إلى أن تحب الكلمة الخفيفة التى ليس بها سفه، أو مصطلحات غريبة وشاذة، وقالت أنها تستشير أصدقاء لها ومقربين منها فى الكلمات واللحن، وأنها تحب الكلمات الرومانسية لأنها رومانسية بطبعها، وتحب الرومانسية جدا، وإن كانت تحكم عقلها فى مثل هذه الأمور، عندما تتعلق بحياتها الخاصة.
وكشفت تهانى إبراهيم النقابة عن تفاصيل حكاية مثيرة، تكشف عورات الوسط الفنى، حيث قالت، عندما كنت صغيرة، أقام أحد المنتجين مسابقة، و تقدمت للاختبار، وهناك وجدت مجموعة من الفتيات قد تقدمن للمسابقة، وكان بينهن فتاتان صارتا من النجوم السوبر ستار الآن فى الغناء والتمثيل، وقد عرض المنتج عليهن مساعدتهن بمقابل، ولكن إحدى الفتاتين، وهى الفتاة “ب” رفضت بشدة طلبه السخيف وغير الأخلاقى، وقد احترمتها بشدة بسبب هذا الموقف، والذى اتخذته عندما فؤجئنا بالمنتج يقول لنا ” عشان أعمل ده .. لازم يحصل ده”.
“ليس لدى القدرة على الغناء الشعبى ” هكذا قالت “إبراهيم” مرجعة ذلك إلى أن الغناء الشعبى يحتاج يحتاج لصوت عريض، مثل صوت الفنانة فاطمة عيد والفنانة هدى، وهذا يختلف مع سمات صوتى، ولذا فأنا أحب الرومانسى والوطنى والغناء للأطفال، وأضافت، فأنا غنيت أغنية إحنا أهل، وهى أغنية وطنية، وهذه الأغنية لها قصة، حيث كانت تتر برنامج اجتماعى فى القناة الثالثة، ونجح بشكل كبير جدا، ومنحونا جوائز عليه، ووقمنا بإعادة تظبيط للتتر وحولناه لأغنية، بعد ثورة 30 يونيو لدعم قيمة الوحدة الوطنية فى قلوب ونفوس المصريين، وأكدت أن الفن لم يكن يوما ما عقبة أمام الزواج بالنسبة للفتيات، وقالت أنها فى البداية ترفض الزواج، حتى تنجح فى شغلها وتحقق هدفها وطموحها الفنى، كما كانت تؤمن بأن الزواج يحتاج هو الآخر تفرغ لكى ينجح، ولكن الأصدقاء والمقربين منها أقنعوها بأنه يمكن النجاح فى الإثنين معا، ففوافقت على خوض تجربة ولكنها ندمت بعد فشلها، واختتمت كلامها بقولها “الزواج قسمة ونصيب فى المقام الأول والأخير”.