رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 15 فبراير من عام 1972 زكي رستم، الباشا الشرير سليل العائلات الأرستقراطية تاركًا 240 فيلمًا وبالرغم من نجاحه الفنى إلا أن حياته الشخصية كانت مملوءة بالدراما فقد انتحرت حبيبته خوفًا من رفض أسرتها زواجها منه لأنه “مشخصاتى”، فأغلق هو صفحة الزواج من حياته بعدها وقضى حياته بأكملها أعزب.
وفى أوائل الستينيات، عانى رستم من ضعف في السمع، اعتقد في بداية الأمر أنه أمر عارض، سيزول حتمًا مع مرور الأيام، وكان يؤمن أن هذا الأمر لن يمنعه من استكمال مسيرته في عالم الفن والتمثيل الذي يذوب في عشقه، لذا اعتقد أن حفظ الدور جيدًا وقراءة شفاة الممثلين أمامه أمر كاف لعلاج مشكلته العارضة، ولكن الواقع كان مريرًا، وكان يواجه صعوبات لم يتوقعها هو.
ومع مرور الوقت فقد رستم سمعه تمامًا، وكان هذا الأمر جليًا في آخر أفلامه “إجازة صيف”، فقد كان ينسى عدة جمل حوارية، ويرفع صوته بطريقة مسرحية، ولم يكن يسمع ملاحظات المخرج له وتسبب هذا الأمر في بكائه في إحدى المرات بالبلاتوه، وبالرغم من كل هذا إلا أنه أدى دوره على أكمل وجه، ولكنه قرر بعدها الاعتزال نهائيًا عام 1968 خاصة أنه رفض تمامًا الحل المتاح بالاستعانة بسماعة طبية تساعده على السمع فهى كانت مرئية وظاهرة للعيان، وهو الأمر الذي لم يحبذه أبدًا.
عاش زكى رستم أعزب وحيدًا غير محب للسهرات، فلم يكن يقبل أي دعوة للسهر، ولا يدعو هو أحدًا، وكان البلاتوه هو المكان المحبب إلى قلبه، والذي لم يقطع صلته به إلا قهرًا، ولم يكن لديه أصدقاء سوى سليمان نجيب وعبد الوارث عسر، لذا فحينما توقف عن التمثيل، وابتعد عن عالمه تمامًا، واعتزل الناس، وعاش ما تبقى من حياته في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو، وأصبح يقضى معظم أوقاته في القراءة ولعب البلياردو، ولم يكن يكسر حدة وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من 30 عامًا، بالإضافة إلى كلبه الذي كان رفيقه في جولاته الصباحية في شارعى سليمان باشا وعبد الخالق ثروت، وكان يتناول طعامه في أحد مطاعم وسط البلد.
وأصيب رستم بأزمة قلبية حادة، كانت سببًا في نقله إلى مستشفى دار الشفاء، وفى ساعة متأخرة من ليلة 15 فبراير من عام 1972، فاضت روحه إلى بارئها.