يتعرض مراقبو المحتوى على موقع «فيس بوك» في الولايات المتحدة، لصور مرعبة للموت والوحشية بشكل يومي وهو جعلهم يعانون من تطور “أعراض الصدمة”.
وفي الوقت الذي يخضع فيه “فيسبوك” لمزيد من التدقيق من جانب الحكومات والهيئات التنظيمية، فإن العمل الذي يقوم به هؤلاء المشرفون، يعد أمرا حيويا بالنسبة للشركة.
وفي تحقيقات أجرتها “The Verge”، يصف موظفو شركة الخدمات المهنية “Cognizant”، التي تشرف على مشاركات “فيسبوك”، بعض مقاطع الفيديو التي يتعين عليهم مشاهدتها، كجزء من عملهم اليومي.
وومن ضمن المشاهد التي شاهدها هؤلاء شريط فيديو لرجل يتعرض للطعن عشرات المرات في صدره وهو يصرخ من أجل حياته، وصور هجمات عنيفة وصورا إباحية وأشخاصا يمارسون الجنس مع الحيوانات، ومشاهد تعاطي المخدرات وصورا عنصرية وغيرها من الممارسات المسيئة.
ويُقال إن مشرفي المحتوى يتعرضون لضغوط كبيرة لعدم مناقشة الأضرار العاطفية والنفسية الناجمة عن عملهم، حتى مع أحبائهم، ما يؤدي إلى الشعور بالقلق والعزلة.
ويُسمح للموظفين باستراحة مدتها 15 دقيقة ووجبة غداء لمدة 30 دقيقة خلال النهار، حيث يقوم قادة الفرق بإدارة فترات الاستراحة.
ويحاول البعض تداول النكات “المظلمة” عن الانتحار، ويدخن آخرون الحشيش أو يمارسون الجنس على السلالم، أثناء فترات الاستراحة لتخدير عواطفهم، وفقا للتقارير.
وفي حديثه مع “The Verge”، قال أحد الموظفين (يُشار إليه باسم راندي): “صحتي العقلية ليست جيدة. في يوم من الأيام، يمكنني أن أكون سعيدا حقا، وأبلي بلاء حسنا. في اليوم التالي، أكون بحالة أشبه بالزومبي، لا أشعر بأنني مكتئب. أنا محتار. لا أعتقد أنه من الممكن القيام بالمهمة دون التعرض لاضطرابات الإجهاد الحاد، أو اضطراب ما بعد الصدمة”.
وفي حين يبلغ متوسط الراتب السنوي لموظف في “فيسبوك” 240 ألف دولار، فإن المراقبين الذين يعملون لدى “Cognizant”، يحصلون على 15 دولارا في الساعة، أي 4 دولارات أكثر من الحد الأدنى للأجور، أو ما يعادل 28800 دولار سنويا.