يقتل القتيل ويمشي في جنازته.. القصة الكاملة لمقتل «توأم» على يد شقيقهما بالشرقية

السلايدر, حوادث , Comments Disabled

تخطت جريمة قرية «البلاشون» التابعة لدائرة مركز بلبيس بمحافظة الشرقية حدود مضارب الأمثال والحكم؛ بعدما أقدمَّ شاب، لم يُتم عامه الواحد والعشرين بعد، على قتل شقيقيه «التوأم»؛ لا لشيء إلا لأن شيطانه أعمى قلبه وأغواه بقناعةٍ زائفة أن في هلاكهما حب والده وإتمام الشاب لمراسم زواجه من خطيبته.

تنفيذ الجريمة

فمع غروب شمس الاثنين الماضي، كان «حسام» ابن الـ 21 ربيعًا، يسير في الحقول و«الغيطان» مصطحبا شقيقيه التوأم «كريم» و«محمد» واللذين يصغرانه بأكثر من عشر سنوات، وحينما همَّ أحد رجال القرية بسؤاله عن وجهته، كانت الإجابة حاضرة على لسان الأخ الكبير: «هنتمشى شوية أنا وإخواتي في الغيط».

اتجهت أقدام الصغيران برفقة شقيقها الأكبر إلى أحد الحقول القريبة من بيت جده لأبيه، والذي تربى فيه بعدما ترك والده أمه دون انفصال أو طلاقٍ رسمي، بحسب أحمد حنفي، أحد الأهالي، الذي أوضح أن الابن الكبير (المتهم) تربى وحيدًا بعيدًا عن والده الذي يجاور منزله مع زوجته الثانية بذات القرية، لكن الشاب لم يكُن يرى منه ما يُعيده إلى أحضانه ولو مجازيًا.

وقائع القتل

إنسلَّ حسام برفقته أخويه إلى الأرض القريبة من منزل جده، وما أن اقترب بهما من خط مياه بسيط «قناية» يُستخدم كـ«مروى» تسير فيه المياه وقت ري الأرض، إلا وأمسك بتلابيب الطفلين، حيث هوى برأس الأول في المروى وضغط على رأسه حتى فارق الحياة، قبل أن يلتفت إلى شقيقه الآخر، الذي استطاع الفكاك منه وخلع حذائه «شبشب» تناثرت فردتاه عن اليمين وعن اليسار، وهرعَّ الطفل يجري للفرار بحياته، لكن هيهات؛ فيد القاتل التي ترك «خربشاتٍ» آثارها لا تزال على جثة الصغير، طالته بالقُرب من بداية «المروى» ليلقى مصيره صريعًا تحت قدم شقيقه الأكبر، الذي أمسك برأسه وضغط على رقبته في «القناية» لتفارق روحه جسد على بُعد أمتارٍ سبعة من جثة توأمه.

لحمة راس

انتهى الأخ الأكبر من جريمته، إذ تلفت يمينًا ويسارًا، وما إن اطمأن إلى أن أحدًا لم يره، سار في طريقه إلى بيت خطيبته بالقرية، وهناك جلس وتسامر وأكل «لحمة راس».

البحث عن الطفلين

وبدأت رحلة البحث عن الطفلين  بـ«تنبيه» عبر مكبرات الصوت الخاصة بمسجد القرية، التي علا نداؤها يحُث الناس على البحث عن الطفلين مع والدهما، الذي استعان هو الآخر بأهل القرية وراح الجميع يبحث عن الطفلين، وبالطبع كان شقيقهما بين الباحثين.

استمر البحث لأكثر من ستة ساعات توسطها نداء أخير من بوق مسجد القرية، لكن البحث لم يُسفر عن شيء، ومعها خلدَّ الجميع إلى النوم عسى أن يحمل الصباح «البشارة» وأن يعود الطفلان إلى لهوهما يُخبران عن مكان اختفائهما، لكن نفي هذا هو ما حدث جليًا مع الخيوط الأولى من الصباح الجديد؛ فبينما كان الحاج أحمد مسعود، أحد رجال القرية، وفقا لـ«التحرير» يترجل إلى حقله القريب من بيت جد الطفلين، عثرَّ على الصغيرين جثثًا هامدةً، بحسب شقيقته، التي أوضحت أنه «كان كل عيل في حتة».

البحث الجنائي

وتم نقل الجثتين فور العثور عليهما وبعدما علم بوجودهما شقيق والدهما، ويُدعى «سمير»، لكن الجريمة وقتها حملت خيوطًا قليلة بدأ فريق البحث الجنائي من عندها، وذهبت الشكوك أول ما ذهبت في شقيق الطفلين، خاصةً وأنه عاد إلى آداء خدمته في التجنيد، قبل أن يعود بعد ساعات من العثور على الجثتين لدفنهما في مقابر الأسرة، لكن الساعات التي تلت العثور على الجثث هي ما حملت كل الظنون والتأرجحات التي أخذت في الانحسار رويدًا رويدًا.

مفتش الصحة

«لا يمكن الجزم بسبب الوفاة» عبارة خرجت صريحة عبر لسان مفتش الصحة قبل أن يُدونها في تقريره وتأمر النيابة العامة بانتداب لجنة من الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة، والذي كشف فيما بعد عن كدمة تعرض لها الطفل الذي ابتعد عن شقيقه لعدة أمتار.

وبينما يسير الجميع عائدًا إلى منزله عقب دفن الطفلين في المقابر، إذا برجال المباحث يمسكون بشقيق الطفلين تمهيدًا لاستجوابه، وبعد البحث بين الأرقام التي هاتفها خلال فترة البحث تبين أن هناك رقمين اثنين هاتفهما لأكثر من ثلاثين مرة، وعنها يقول عبدالخالق: «اتنين صحابه كانوا بيدورا معاه وبيطمن من خلالهم وصلوا للطفلين ولا لسه»، موضحًا أن صديقي الشاب لم يكونا على علم بما حدث واقترفته يداه، وهو ما أكدته التحقيقات فيما بعد.

انهيار واعتراف

ترجل حسام بصحبة رجال الشرطة إلى سراي النيابة العامة، وهناك انهارت قواه وأدلى باعترافات تفصيلية عن جريمته، والتي أفاد خلالها بأن القتل جاء انتقامًا من مكانة الطفلين التي حجزانها في قلب والده

وقال أحد أهالي القرية إن شيطانه صور له أن في هلاك شقيقيه، خاصةً وأنه سبق وطالب والده بتطليق والدته لئلا يستطيع الفكاك من أداء خدمته العسكرية، لكن طلبه قوبل بالرفض قبل عدة أشهر سبقت دخوله الجيش منذ ثلاثة شهور.

تمثيل الجريمة

نهاية القصة وأستارها الأخيرة كانت باصطحاب المتهم لتمثيل جريمته في مكانها، فيما عمَّ المكان بالضجيج وهمهمات أهل القرية ممن حضروا لمشاهدة «التمثيل»، فيما أخذ أغلب الأهالي يضربون كفًا بكف في استنكار واضح لما آل إليه حال الأب الذي فقد أبنائه الثلاثة بين عشيةٍ وضحاها.


بحث

ADS

تابعنا

ADS