حفر الفنان محمود الجندي اسمه وسط عمالقة الفن المصري بأدائه وتعدد مواهبه التي وصلت إلى حد تأليف الأشعار والغناء كذلك، إلى جانب أعماله التي لا ينساها جمهوره فهو على الزهار في “اللعب مع الكبار”، وسلامة الطفشان في “شمس الزناتي”.
ابن البحيرة
محمود حسين الجندي، وُلد في 24 فبراير 1946 بأبوالمطامير، محافظة البحيرة، ارتبط “الجندي” بالتمثيل من خلال شغف والده بالفن، والذي أنشأ أول دور عرض سينمائي في أبوالمطامير، وشاركه صاحب مكن طحين، والذي أحضر المعدات اللازمة لذلك.
حفظ القرآن
عندما بلغ “الجندي” 4 سنوات كان يحفظ القرآن الكريم ويتعلم اللغة العربية في الكُتّاب، بينما درس الحساب والعلوم في المدرسة، وبدأ “الجندي” التمثيل من خلال مشاركته في العروض التي تقدمها جماعة الإخوان، وكانت أول مسرحية شارك فيها بعنوان “على ضفاف اليرموك”، وكان دوره هو تقليد “صهيل الحصان”.
بسبب الظروف المادية لوالده ترك محمود الجندي مدرسته الإعدادية في مركز أبو المطامير، وبدأ الدراسة فى مدرسة الصنايع، وتخرج فى قسم النسيج، حتى يضمن فرصة عمل ويساعد والده ماديًا، وفور تخرجه عمل في أحد المصانع، بجانب عمله في الفرقة المسرحية للمدرسة الصناعية.
أول لقاء مع عادل إمام
في عام 1965 اشترك محمود الجندي “كومبارس” في مسلسل “عيد الأعياد”، مع عادل إمام وصلاح السعدني، وكان مساعد المخرج حينها الراحل إسماعيل عبدالحافظ.
وابتسم الحظ
في أواخر سبعينيات القرن الماضي، بدأ الحظ يبتسم للراحل محمود الجندي، بمشاركته في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية، حتى تعرف الجمهور عليه، محققًا بذلك أمنيته بعد فترة طويلة، عانى فيها من ظروفه الأسرية الصعبة وأحواله الشخصية المتردية في أعقاب تخرجه، وهو ما تسبب في تأخره عن الكثير من ممثلي جيله، الذين تألقوا قبله.
القوات المسلحة
التحق “الجندي” بالقوات المسلحة بعد نكسة عام 1967، وروى أنه خلال أدائه الخدمة العسكرية كان مُعرَّضًا للحبس، بسبب تكليفه بمهمة إرسال بعض المظاريف التي تحتوي على تعليمات سرية، لوحدات مختلفة في الجيش، حينها تخلف عن الأمر لولعه بمشاهدة فيلم “My Fair Lady”، حينها بالسينما، وعلى أساسه تم تحويله لمكتب قائد القوات الجوية حينها اللواء أركان حرب محمد حسني مبارك، واعترف “الجندي” له بسبب تخلفه عن الأمر، وقال “مبارك” حينها إنه لولا اعترافه لزجّ به في السجن الحربي، لكنه خفف عنه العقوبة بحرمانه من الإجازة المدنية لـ3 أشهر.
حرب أكتوبر
خاض “الجندي” حرب أكتوبر 1973، وأنهى خدمته العسكرية في عام 1974 برتبة نقيب، وتم تعيينه في مسرح الطليعة، وشارك في مسرحية “حراس الحياة” عن حرب أكتوبر، وبعدها ألّف مسرحية “الحب بعد المداولة” عام 1975، كما كتب أشعار مسرحية «شكسبير في العتبة».
أول فيلم
شارك محمود الجندي لأول مرة في السينما في فيلم “دعاء المظلوم” من إخراج الراحل حسن الإمام، وذلك في عام 1977، بعد أن رآه في أحد العروض المسرحية بوكالة الغوري.
استطاع أن يلفت الأنظار عندما كان بطلًا لمسرحية “مبروك” بمشاركة محمود المليجي وحسن عابدين وصفاء أبوالسعود، وتألق بعدها في مسرحية “إنها حقًّا عائلة محترمة” مع فؤاد المهندس وشويكار وأمينة رزق عام 1979.
الزواج
تزوج “الجندي” من السيدة “ضحى” وأنجب منها 3 أبناء، من بينهم المخرج أحمد الجندي، إلا أنها توفيت في عام 2001، بعد تعرّض مسكنه لحريق، وبعد الحادثة، اعتزل الفن وارتدى الجلباب.
تراجع عن قراره بالاعتزال بسبب لقائه بالداعية الحبيب علي الجفري، الذي قال له: «إذا كنت بتعتذر عن التمثيل لإنه مش متوافق مع دينك بقى إنت كده بتؤذي كل زمايلك اللي بيشتغلوا في المهنة دلوقتي، وبتقول إنكم كلكم ماشيين غلط”، ونصحه بأن الأوفق هو أن يعود وسط زملائه الفنانين ويكون قدوة.
تزوج للمرة الثانية من الفنانة عبلة كامل، بعد قصة حب نشأت بينهما أثناء عملهما بمسلسل “على حدّ السكين”، لكنهما انفصلا بعد شهور قليلة، ثم تزوج من ابنة الفنان الراحل جمال إسماعيل.
الإلحاد
تحدث محمود الجندي عن تجربته مع الإلحاد، مشيرًا إلى أنه في فترة الشباب كان يشعر بأنه طوال الوقت يملك المعرفة في جميع المجالات، لافتًا إلى أنه مال إلى اتخاذ طريق مختلف لم يتخذه كثيرون، رغم أن عائلته كانت ملتزمة دينيًا.
الرحيل
ورحل محمود الجندي اليوم الخميس الموافق 11/ 4/ 2019، عن عمر يناهر الـ74 عاما بعد أن أصيب بأزمة مرضية انتقل على إثرها إلى المستشفى حتى وافته المنية بعد 10 أيام من مكوثه بها.
أهم الأعمال
شارك في العديد من الأعمال السينمائية، منها “شمس الزناتي، واللعب مع الكبار، وحارة الطيبين، وواحد من الناس، وغيرها، ودراميًا اشترك في مسلسلات “دموع في عيون وقحة، وأبنائي الأعزاء شكرًا، وأنا وإنت وبابا في المشمش، والناس في كفر عسكر”، ومسرحيًا، شارك في عروض “باللو باللو، وطرائيعو، وعلشان خاطر عيونك، وعائلة الفك المفترس، وغيرها.