ظلت وفاة اللواء عمر سليمان لغزاً محيراً لدى الكثير من المحللين والكتاب، بل وقطاعات عريضة من الشعب المصرى والعربى، وهو ما حدا بالبعض إلى ترديد شائعات عديدة وكاذبة حول مكان وطريقة وفاته، حتى وصلت هذه الشائعات إلى القول بأن الرجل لا يزال حياً، وأنه سيظهر فى اللحظة المناسبة.
وفي حوار صحفي مع كريمتى اللواء عمر سليمان رانيا وداليا فى منزل المهندس فرج أباظة زوج السيدة داليا وبحضور المهندس عبدالحميد نجل الشهيد أحمد حمدى وزوج السيدة رانيا وعبير التى تسكن فى لندن، واللتين رافقتاه فى رحلة العلاج من أبوظبى إلى ألمانيا إلى لندن وأخيراً فى مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة؟!
قالت رانيا: لم يكن الأمر جديداً فى منتصف عام 2012 لكننا لم نعلم بخطورة المرض وتداعياته، كان والدى يعانى فى فترات سابقة، ولكن كنا نظن أنه حتى هذه اللحظة، الأمر عادى، ولا يخرج عن المألوف فى مثل هذه الحالات، كان والدى يمارس رياضته المعتادة، صحيح أنه لم يمارس لعبة «الاسكواش» منذ فترة، إلا أنه كان يمارس الرياضة بين الحين والآخر. وكان يتردد على مستشفى وادى النيل لإجراء بعض الفحوصات ويتلقى العلاج الطبيعى بشكل منتظم.
وبعد إبعاده من الترشح لرئاسة الجمهورية، سافر والدى إلى ألمانيا فى هذه الفترة، لقد تزايدت حدة المرض لديه، كان لديه قلق شديد على مصر بعد أن لاحت فى الأفق إمكانية سيطرة الإخوان على شئون البلاد، وترشحهم لانتخابات رئاسة الجمهورية.
وتقول ابنته رانيا وفقا لـ”البشاير” فى هذه الفترة سافر والدى إلى ألمانيا وكان برفقته د.علاء العزازى طبيبه الخاص الذى كان يتابع حالته جنباً إلى جنب مع د.حازم عبدالمحسن الذى كان يشرف على علاجه.
وقالت: لقد سبق لوالدى أن أجرى عملية «قسطرة» فى القلب فى شهر يونيو عام 2011، ولكن حتى هذا الوقت كان المرض عارضاً، والدى لم يفقد أبداً التفاؤل، رغم حزنه وألمه الشديد على مصر بسبب الفوضى التى سادت البلاد فى هذا الوقت، وكان يرى أن الحالة التى تعيشها مصر حالة مؤقتة، وأن البلاد سوف تتعافى من أزمتها بعد تحقيق الأمن والاستقرار.
وعندما سأل المحرر داليا عن محاولة الاغتيال التى تعرض لها والدها يوم 30 يناير، قالت: الحقيقة أنه لم يبلغنا بشىء، ولكن الشائعات كانت تتردد عن تعرضه لمحاولة اغتيال من مجهولين، بينما كان متجهاً للقصر الرئاسى فى مساء نفس اليوم، ولكنه أبلغ والدتى فقط بما حدث، وطلب منها عدم إبلاغنا بأى شىء، فى هذا اليوم عندما عاد والدى إلى المنزل كان كل شىء طبيعياً، وكان هادئ الأعصاب، بل وراح يلعب مع الأحفاد، وكأن شيئاً لم يحدث، وقد اقتنعنا أنه لم يحدث أى شىء بالفعل وأن ما تردد لم يكن سوى شائعات كاذبة، ولكننا عرفنا بعد ذلك أن هناك محاولة بالفعل جرت لاغتياله، ولم نعرف من كان يقف وراءها.
وقالت داليا: سارت الحياة بعد ذلك بشكل طبيعى كان والدى يذهب فى بعض أيام الأسبوع إلى مكتبه فى المبنى القديم للمخابرات العامة، يذهب ليقضى بعض الوقت، ويلتقى بأصدقائه، ثم يعود إلى المنزل.
وعن أسباب التدهور السريع فى صحته قالت ابنته سافرنا إلى ألمانيا بقينا يومين فى ألمانيا، وقد أجرى والدى كشوفاً عديدة، وبعد الانتهاء من إجراء الفحوص، طلب الدكتور منه العودة إليه فى منتصف شهر سبتمبر لإجراء عملية جراحية فى القلب، وكان التشخيص الطبى للمرض فى هذا الوقت هو «ضعف فى عضلة القلب».
وفى ضوء ذلك قررنا السفر إلى بريطانيا، انتظرنا فى مطار ميونيخ لمدة 4 ساعات، وفكرنا فى العودة مرة أخرى إلى الفندق، إلا أن أبى صمم على الانتظار، وعندما وصلت الطائرة صعد السلم بصعوبة بالغة، وجلسنا ثلاث ساعات فى الطائرة حتى وصلنا إلى لندن، وبقينا هناك من 6 إلى 15 يوليو، وقد لاحظنا فى هذا الوقت تدهوراً سريعاً فى صحته، مما استدعى دخوله أحد مستشفيات لندن، وأخيراً فى مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة، حيث كانت النهاية.