اشتعلت نار الانتقام في صدر “ر.م” ووالده الستيني بعد طردهما من العمل في مزرعة دواجن بمركز البدرشين إثر حادث تصادم تعرضا له في طريقهما لتوصيل “طلبية بيض” إلى أحد المتعاملين مع المزرعة فدمرا الطلبية فجاء قرار صاحب العمل بطردهما.
البداية كانت بتلقى مباحث البدرشين إشارة من شرطة النجدة بإبلاغ مالك مزرعة دواجن عن وقوع حادث سطو مسلح من ملثمين اثنين يحملان أسلحة نارية تسلللا خلسة عبر فتحة بنافذة خلفية، قيدا العمال ودلفا إلى غرفة المندوب المالي وكبلاه أيضا بالحبال واستوليا على 400 ألف جنيه.
ووفقا لتقارير صحفية في اليوم الأول قام فريق البحث بفحص العمال الحاليين والسابقين بالمزارع الأربع التي يمتلكها المجني عليه بإجمالي 800 شخص، ومع شروق شمس اليوم الثاني بات الفحص أكثر تحديدا ليشمل 200 عامل في المزرعة محل الواقعة، توصلت تحريات ضباط فرقة الجنوب بقيادة العقيد أحمد نجم إلى 6 مشتبهين بهم، ضُبط منهم اثنان تبين عدم تورطهما في ارتكاب الواقعة لتتجع أصابع الاتهام نحو سائق ونجله لاسيما أنه تم فصلهما قبل أسبوعين من الحادث.
يقطن الأب ونجله في نفس الشارع بإحدى قرى مركز العياط، وتم ضبط الأول وتبين أنه هارب من حكم بالسجن المؤبد في قضية سرقة بالإكراه لتزداد شكوك المباحث حول احتمالية تورطه وابنه في ارتكاب الواقعة مع تأكيد التحريات ممارسة الابن أعمال السرقة بالإكراه “تثبيت السيارات” إبان أحداث ثورة 25 يناير عام 2011.
وأعد فريق البحث مأمورية لضبط “ر.م” بعد التحفظ على أبيه، وأمكن ضبطه بمنزله لكنه حاول مراوغة رجال المباحث بقوله “أنا نمت 11 بالليل وصحيت 7 الصبح” لكن تبين أنه أجرى مكالمات ما بين الثانية والثانية النصف فجرا “توقيت الحادث”.
صباح اليوم الثالث تمكن رجال الأمن من ضبط أحد المتهمين بفضل التحريات السرية فكان سقوطه بمثابة مفتاح للغز إذ أدلى باعترافات تفصيلية عما جرى تلك الأمسية وأرشد عن عن كل المتهمين المشتركين في الجريمة شارحا دور كل منهم ممن استعان بهم المتهم الرئيسي للانتقام من صاحب المزرعة.
لم ينتهِ الأمر بعد رغم وصول عدد المقبوض عليهم إلى 5 متهمين فلايزال منفذا الحادث هاربين الأول شهرته “الكابتن” الذي كان يحمل السلاح الآلي والثاني شهرته “بطة”فتم إعداد أكمنة لضبط الأول بمحيط سكنه خشية اقتاحم المنزل كونه مسلحا، إلا أنهم فوجئوا لدى خروجه من الباب بتوقف سيارة قفز بداخلها محاولا الهرب، فطارده الضباط لمسافة 3 كيلو مترات حتى لحق أحد رجال الأمن وتمكن من السيطرة عليه قبيل إخراجه بندقية آلية كان يخفيها و5 خزائن داخل جوال. وعن المتهم الثاني تم إقناع أهلية “بطة” بتسليمه خوفا من الفضيحة بين أهالي القرية لكن دون جدوى بسبب مراوغته رجال التحقيق، مناقشة حادة دارت بين “بطة” وأحد رجال المباحث اضطر على إثرها الأخير تهديده “هعملك فضيحة لأنك حرامي” لتطلب زوجته تطليقها مؤكدة “مش هبات هنا ولا هروح القسم” ليقرر الإفصاح عما بداخله من معلومات “هقول كل حاجة يا بيه”.
انتهى فريق البحث بعد ثلاثة أيام من كشف غموض الحادث كاملا والقبض على 7 متهمين بحوزتهم سلاح آلي و200 طلقة وجزء من المبلغ المسروق، إذ تبين أن تلك الواقعة هي الأولى للمتهمين، وأن باقي المبلغ ما بين سداد ديون بعضهم أو دفع قيمة السلاح والذخيرة.