استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته إلى العاصمة البيلاروسية “مينسك” بلقاء ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات في بيلاروسيا، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسئولين البيلاروس وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة، وعلى رأسهم “سيرجي روماس” رئيس وزراء بيلاروسيا، إلى جانب حضور كلٍ من سامح شكري وزير الخارجية، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، واللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي.
وأكد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس أعرب عن ترحيبه بالمشاركة في هذا اللقاء الذي يجسد روح التعاون المتميز بين مصر وبيلاروسيا، مؤكدًا حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مجتمع رجال الأعمال والشركات البيلاروسية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في مصر، وذلك في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.
وأشاد الرئيس بالتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال الأعوام القليلة الماضية، لا سيما عقب زيارة الرئيس البيلاروسي “ألكسندر لوكاتشينكو” إلى مصر عام 2017، والتي انعكست على زيادة حجم التبادل التجاري، إضافةً إلى تدشين العديد من مشروعات التعاون الصناعي في مجال تصنيع الجرارات والشاحنات، موضحًا ما توفره المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها في مصر من فرص استثمارية متنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، والتي تتضمن عددًا من المناطق الصناعية واللوجستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصًا واعدة للشركات البيلاروسية الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الإستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التي تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لا سيما في المنطقتين العربية والأفريقية.
وأوضح بسام راضي أن الرئيس أكد كذلك أن النقلة النوعية التي شهدتها مصر مؤخرًا في القطاعات التنموية المختلفة، إنما تعكس الإرادة القوية لدى الدولة، بمكونيها الحكومي والشعبي، على تحقيق التنمية المستدامة، وإيمان المصريين الراسخ بأن لديهم الكثير ليقدموه لشركائهم الدوليين من فرص استثمارية حقيقية، وهو ما سيكون له انعكاسات إيجابية على العلاقات الثنائية بين مصر وبيلاروسيا، من خلال فتح الأبواب أمام الاستثمارات البيلاروسية في مختلف القطاعات وفتح أسواق جديدة للمنتجات البيلاروسية، مشيرا إلى أن العلاقة الإستراتيجية بين البلدين هي المظلة الحقيقية لدعم جهود تطوير التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية المختلفة من خلال توافر الإرادة السياسية اللازمة لذلك.
من جانبهم؛ أعرب المسئولون البيلاروس عن سعادتهم بتنظيم هذا اللقاء، والذي يمثل فرصة كبيرة لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون المشترك التي لم يعيقها البعد الجغرافي بين البلدين، مؤكدين اعتزازهم بكون مصر الشريك الاقتصادي الأول لبيلاروسيا على الصعيدين العربي والأفريقي، وتطلع رجال الأعمال والشركات البيلاروسية لبحث إمكانات تعظيم التعاون مع مصر، خاصةً مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، لا سيما في قطاعات السياحة والصحة وتكنولوجيا المعلومات وصناعة وسائل النقل والآلات والمعدات الإنشائية والتعدينية والزراعية وغيرها، وأخذًا في الاعتبار وجود قاعدة صناعية متطورة في بيلاروسيا، والأولوية التي تحتلها الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي البيلاروسي، ومن ثم إمكانية الاستفادة من الخبرة البيلاروسية والتكنولوجيا التي تمتلكها في هذا الصدد لإقامة مشروعات مشتركة لتوطين الصناعة في مصر.
كما أشاد المسئولون ورجال الأعمال من الجانب البيلاروسي بالتطور والتنامي الملحوظ في الاقتصاد المصرى، والمدعوم بالجهود والإجراءات التي تتبناها الحكومة المصرية للإسراع من عملية التنمية، خاصةً مع تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة، والتي من شأنها تقديم مصر كشريك تنموي هام على الساحة الدولية.
وشهد اللقاء حوارًا مفتوحًا مع رؤساء وممثلى الشركات البيلاروسية، والذين أكدوا ترحيبهم بتكثيف التعاون مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة للجانبين، مع استعراض خططهم للاستثمار في مصر أو للتوسع في مشروعاتهم القائمة في العديد من المجالات، خاصةً من خلال الدفع نحو تأسيس مجلس أعمال مشترك بين البلدين كقاطرة لتعزيز التعاون الاقتصادي المتبادل، فضلًا عن بحث فرص إنشاء منطقة صناعية بيلاروسية في مصر.