تبدأ بعد صلاة فجر السبت الموافق الـ 9 من ذى الحجة، مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة على يد 160 فنيًا وصانعًا حيث تستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام جريًا على عادة الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام أثناء فريضة الحج.
وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، تقوم الرئاسة العامة لشئون المسجدين بمتابعة تغيير كسوة الكعبة المشرفة وإسدال الثوب الجديد عليها، استعدادا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى المبارك.
وسيتم استبدال كسوة الكعبة المشرفة القديمة بكسوة جديدة مكون من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث يتم رفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة، إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيدًا لفردها على الجنب القديم في عملية لا تخلو من مهارة وحركية وإتقان إلى أن يكتمل الثوب لتبدأ بعدها عملية وزن الحزام ووضع الستارة وتثبيت الأطراف.
وتبدأ فصول صناعة كسوة الكعبة المشرفة بجلب أجود أنواع الحرير الطبيعي في العالم على هيئة شلل بيضاءَ مائلة للصفرة ويشرع المختبر في إجراء العديد من اختبارات المحاكاة عليها للتأكد من متانة الحرير وجودته حيث تستهلك كسوة الكعبة المشرفة أكثر من 700 كجم من الحرير الذي يتم صباغته ونسجه وحياكته بمصنع كسوة الكعبة المشرفة.
وتتضمن مراسم الكسوة عقب انتهاء جميع مراحل الإنتاج والتصنيع وفي منتصف شهر ذي القعدة تقريبًا حفلا سنويا في مصنع كسوة الكعبة المشرفة يتم فيه تسليم كسوة الكعبة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام وبدوره يقوم بتسليمها للرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتأتي آخر قطعة يتم تركيبها وهي ستارة باب الكعبة المشرفة وتعد أهم مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو ثلاث أمتار من شاذروان “القاعدة الرخامية للكعبة” والمعروفة بعملية “إحرام الكعبة”، ويرفع ثوب الكعبة المشرفة بهدف حمايته.
ويعود تاريخ كسوة
الكعبة إلى عهود قديمة حيث كساها الرسول صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية، ثم
كساها الخلفاء الراشدون من بعده بالقباطى والبرود اليمانية فيما استمر العمل في
كسوة الكعبة في عهد بنى أمية، والعصر العباسي، وعصر المماليك، وفي مستهل المحرم من
عام 1346هـ، أصدر الملك عبد العزيز، أوامره بإنشاء دار خاصة بصناعة الكسوة في
أجياد بمكة المكرمة قبل أن تغلق الدار ليتم في عام 1381هـ إعادة فتح وتشغيل مبنى
يقوم بصنع الكسوة الشريفة إلى عام 1397هـ، حيث نقل العمل في الكسوة إلى المصنع
الجديد، الذي تم بناؤه في أم الجود بمكة المكرمة، وما زالت الكسوة الشريفة تصنع به
إلى وقتنا الحالي.
ومنذ إنشاء المصنع كانت تشرف عليه وزارة الحج والأوقاف وفي عام
1414 تم نقل الإشراف على المصنع للرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد
النبوي وهناك وضعت أُولى لبنات مجمع الملك عبد العزيز لكسوةِ الكعبةِ المشرفةِ حيث
يشهد المجمع تطورا تقنيا وإداريا مستمرا وبِطاقم فني ذي خبرات وأنامل محترفة وفق
معايير محددة وثابتة تساهم في تجويد صناعة كسوة الكعبة المشرف.