أكد المتحدث الرسمي
باسم وزارة الموارد المائية والري أن مفاوضات سد النهضة قد وصلت إلى طريق مسدود
نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي ورفضه كافة الأطروحات التي تراعى مصالح مصر المائية
وتتجنب إحداث ضرر جسيم لمصر.
وأوضح أن إثيوبيا قد قدمت خلال جولة المفاوضات التي جرت في
الخرطوم على مستوى المجموعة العلمية البحثية المستقلة وكذلك خلال الاجتماع الوزاري
الذي تلاها في الفترة من 30 سبتمبر وحتى 5 أكتوبر 2019 مقترحًا جديدًا يعد بمثابة
ردة عن كل ما سبق الاتفاق عليه من مبادئ حاكمة لعملية الملء والتشغيل، حيث خلا من
ضمان وجود حد أدنى من التصريف السنوي من سد النهضة، والتعامل مع حالات الجفاف
والجفاف الممتد التي قد تقع في المستقبل. كما رفضت إثيوبيا مناقشة قواعد تشغيل سد
النهضة، وأصرت على قصر التفاوض على مرحلة الملء وقواعد التشغيل أثناء مرحلة الملء،
بما يخالف المادة الخامسة من نص اتفاق إعلان المبادئ الموقع في 23 مارس 2015، كما
يتعارض مع الأعراف المتبعة دوليًا للتعاون في بناء وإدارة السدود على الأنهار
المشتركة.
أضاف المتحدث أن هذا الموقف الإثيوبي قد أوصل المفاوضات إلى
مرحلة الجمود التام خاصة بعد رفض إثيوبيا للمقترح المصرى الذي قدم طرحًا متكاملًا
لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة يتسم بالعدالة والتوازن ويراعي مصالح الدول الثلاث.
أضاف المتحدث أن هذا الموقف يأتي استمرارًا للعراقيل التي وضعها
الجانب الإثيوبي أمام مسارات التفاوض على مدار السنوات الأربع الماضية منذ التوقيع
على اتفاق إعلان المبادئ، حيث سبق وأن أعاقت إثيوبيا المسار الخاص بإجراء الدراسات
ذات الصلة بالآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية لسد النهضة على دولتى المصب
بامتناعها عن تنفيذ نتائج الاجتماع التساعي وموافاة الاستشارى الدولى بملاحظات
الدول الثلاث ذات الصلة بتقريره الاستهلالي في مخالفة واضحة للمادة الخامسة من
اتفاق إعلان المبادئ والتي تقضى بإجراء تلك الدراسات واستخدام نتائجها للتوصل إلى
اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
أوضح المتحدث أنه على ضوء وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، فقد
طالبت مصر بتنفيذ المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ بمشاركة طرف دولي في
مفاوضات سد النهضة للتوسط بين الدول الثلاث وتقريب وجهات النظر والمساعدة على
التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحفظ حقوق الدول الثلاث دون الافتئات على مصالح أي
منها.