أصبح التخوف من مدى إمكانية انتشار فيروس كورونا هذا المرض اللعين وتحوله إلى وباء يفتك بملايين البشر ويحصد أرواحهم
وفي تقرير صحفي عرض نبذة عن الأمراض التى أصابت البشر عبر التاريخ، وكانت من الأوبئة المدمرة:
طاعون أثينا
كان طاعون أثينا اليونانية القديمة، وباءً دمر المدينة اليونانية القديمة خلال السنة الثانية من حرب بيلوبونيزيا (430 قبل الميلاد) عندما كان النصر الأثينى لا يزال بعيد المنال، وتسبب الطاعون فى مقتل ما بين 75 ألف و100 ألف شخص ويعتقد أنه دخل المدينة الرئيسية فى أثينا عبر بيرايوس، ميناء المدينة والمصدر الوحيد للغذاء والإمدادات، كما شهد الكثير من شرق البحر الأبيض المتوسط تفشى المرض، وإن كان تأثيره أقل، كان للطاعون آثار خطيرة على مجتمع أثينا، مما أدى إلى عدم الالتزام بالقوانين والمعتقدات الدينية، واستجابة لذلك أصبحت قوانين أكثر صرامة مما أدى إلى معاقبة غير المواطنين الذين يزعمون أنهم أثينيون، عاد الطاعون مرتين، فى عام 429 قبل الميلاد وفى شتاء 427/426 قبل الميلاد، وقد تم اقتراح حوالى 30 من مسببات الأمراض على أنها تسبب الطاعون.
الطاعون الأنطونى
وباء ضرب الإمبراطورية الرومانية فى نهاية السلالة الأنطونية، خلال عهد ماركوس أوريليوس وخلفه كومودوس، بين سنتى 165 و190 م، حيث أرجع هذا الوباء إلى الإمبراطورية الرومانية من طرف القوات العائدين من الحملات التى قاموا بها فى الشرق الأدنى، وفقا للمؤرخ الرومانى كاسيوس ديو (235-155)، فقد تسبب هذا الوباء فى تدمير الجيش الرومانى وفاة ما يصل إلى 2000 حالة يوميا، وتم تقدير العدد الإجمالى للوفيات بحوالى 5 ملايين شخص.
يرجع أصل تسمية هذا الطاعون “أنطوني” إلى اسم السلالة التى حكمت الإمبراطورية الرومانية آن ذاك: الأنطونيون. كما ويطلق عليه المؤرخون الإنجليز أحيانا اسم الطاعون الجالينيسى (الطاعون الغالينيكي) نسبة لإسم جالينوس، الطبيب الشهير فى ذلك الوقت. يشتبه العلماء فى أنه كان إما مرض الجدرى أو الحصبة، ليبقى السبب الحقيقى وراءه غير محدد.
الطاعون الأسود
يسمى أيضا بـ(الموت العظيم أو الموت الأسود)، للإشارة إلى وباء الطاعون الذى اجتاح أنحاء أوروبا بين عامى 1347 و1352 وتسبب فى موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة، انتشرت أوبئة مشابهة فى نفس الوقت فى آسيا والشرق الأدنى، مما يوحى بأن هذا الوباء الأوروبى كان جزءاً من وباء عالمى أوسع نطاقا.
ويعتقد أن هذا الوباء نشأ فى آسيا، وانتشر على الأرجح عن طريق البراغيث التى كانت فى الفئران التى تعيش على متن السفن التجارية، واستغرق الأمر ما بين عشرة إلى أربعة عشر يوما قبل أن يتسبب الطاعون فى مقتل معظم مستعمرة الفئران المصابة. وفي ذاك الوقت، وبعد ثلاثة أيام من الصيام، تحولت براغيث الفئران الجائعة إلى البشر، حيث تؤدي لدغاتها إلى حدوث تورم، غالبا ما يكون في الفخذ أو الإبط أو الرقبة.
الطاعون الاسود في مصر
هاجم وباء “الطاعون” مصر خلال فترات متعددة، فخلال الفترة من أكتوبر 1347م ويناير1349م، وبحسب المؤرخ الدكتور محمد فارس الفارس، لقى نحو200 ألف مصرى حتفهم على طريق القوافل الذى يربط ما بين القاهرة وبلبيس، وقيل إن الجثث كانت تتناثر في كل مكان على طول الطريق، وأتى الطاعون والمجاعة بعد ذلك على الأخضر واليابس بين 1347م و1349م.
ويوضح كتاب “حكايات منسية” للكاتب محمد أمير، أن الطاعون الأسود فى مصر حصد المرض الكثير من أرواح المصريين، لدرجة أن الطرقات امتلأت بجثث المصابين، وكان يخرج من القاهرة يوميا نحو 800 جثة لتدفن خارج العاصمة، حتى أن الاكفان نفدت من الأسواق، وأصبح الدفن دون تغسيل أو صلاة أو تكفين.
الجدري
دمر الجدرى السكان الأصليين فى أستراليا، ما أدى إلى مقتل حوالى 50% منهم فى السنوات الأولى من الاستعمار البريطانى، كما قتل العديد من النيوزيلنديين الماوريين، وفى الفترة ما بين (1848-1849) تشير التقديرات إلى وفاة حوالى 40 ألف من أصل 150 ألف من سكان هاواى بسبب الحصبة والسعال الديكى والإنفلونزا، وفى عام 1875 قتلت الحصبة أكثر من 40 ألف فيجى، أى ما يقرب من ثلث السكان، ودمر المرض سكان أندامانيس، وكذلك انخفض عدد سكان آينو بشكل كبير فى القرن الـ 19، بسبب الأمراض المعدية التى جلبها المستوطنون اليابانيون الذين تدفقوا على هوكايدو.
الإنفلونزا الإسبانية
هى جائحة إنفلونزا قاتلة انتشرت فى أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلفت ملايين القتلى، وتسبب بهذه الجائحة نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا (أ) من نوع فيروس الإنفلونزا أ H1N1. وتميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى، وما بين 50 إلى 100 مليون شخصا توفوا جراء الإصابة بالمرض أى ما يعادل ضعف المتوفيين في الحرب العالمية الأولى.
ووفقا للكتاب الموسوعى لهيئة جينس للأرقام القياسية الصادر بعنوان “الأرقام القياسية فى الجرائم” فإن بسبب هذا المرض توفى بين شهرى أبريل ونوفمبر من عام 1918، نحو 21 مليون و640 ألف نسمة.
انفلونزا هونغ كونغ
منذ أول حالة وقع الإبلاغ عنها في 13 يوليو 1968 في هونغ كونغ، استغرق الأمر 17 يوما فقط قبل أن يتم الإبلاغ عن تفشي هذا الفيروس، الذي يشار إليه باسم انفلونزا هونغ كونغ، في سنغافورة وفيتنام، وفي غضون ثلاثة أشهر امتد إلى الفلبين والهند وأستراليا وأوروبا والولايات المتحدة.
وفي حين أن معدل الوفيات في عام 1968 كان منخفضا نسبيا، إلا أن الفيروس أدى إلى وفاة أكثر من مليون شخص، بمن فيهم 500 ألف من سكان هونغ كونغ نفسها، أي ما يقرب من 15% من سكانها في ذاك الوقت.