منْ نشوةِ الشّعرِ فاضَ الحاءُ والباءُ
والرّوحُ أثملها رَوضٌ وأنداءُ
فرحتُ أقطفُ منْ بستانهِ عبقاً
لِتُثمل الليلَ انسامٌ وأشذاءُ
أبحرتُ في خَلَدي أشتاقُ كوثرها
على شواطئِ روْحي كانَ إرساءُ
تمايلتْ طرباً أغصانُ قافيتي
والشعر فوق غصون القلبِ لألآءُ
على ضفافِ بحورِ الشوقِ منْ ظمإٍ
ثغرُ الهوى لَهِفٌ إذْ أُوقظَ الماءُ
بينَ الخمائلِ تُنْدي الليلَ سكرتُها
حسناءُ لُفَّتْ بشالِ العشقِ قمراءُ
تُغري مَدَى الشّفقَ الفُضّيّ طَلَّتُها
كأنّها مِنْ لُجينِ الماءِ بَرقاءُ
تهفو إليَّ وسحرُ الليلِ تَملكهُ
ما مثلها قمرٌ يختالُ وَضّاءُ
تأوَّهَ القلبُ مسفوكاً على ورقٍ
صريعَ بوحِ الهوى ألقتهُ حوراءُ
بيني وبينكِ أوراقٌ وَمِحبرةٌ
وغمزُ حرفٍ لأنَّ الشعرَ إيماءُ
رَوحي تذوبُ لحرفٍ مِنْ مشاعرها
يُذكي غرامي بعطرٍ فيهِ إنشاءُ
فينحني غُصنُ قلبي مثملاً طرباً
ويرشفُ الحرفَ إذْ تَسْقيهِ حَواءُ
يردُ قلبي يناجي لثغَ قافيةٍ
يُدَونُ الشوقَ نبضٌ فيهِ إمضاءُ
قالتْ وقلتُ هنا أرواحنا نغمٌ
مكتوبةٌ بربيعِ القلبِ خضراءُ
نزهو فتحضننا الأحلام ضاحكةً
قلبان بينهما شعرٌ وإغواءُ