ما بينَ صحوٍ وحلمٍ لاحَ ايضاحُ
والرّوحُ أسْرَتْ إلى الرحمنِ ترتاحُ
تتوقُ وصلاً لروضِ الفيضِ من ظمأٍ
تهفو إليكمْ وعطرُ القلبِ فواحُ
من لجّةِ الدّمعِ سحَ العشقُ يسبقني
صبحاً إليكم فدمعُ العينِ فضاحُ
والقلبُ يسجدُ في محرابِ جنتكم
في خلوةٍ كي يضيئَ الدربَ مصباحُ
هَجعْتُ فوقَ سريرِ الرّوحِ خاشعةً
فأزهرتْ في براحِ القلبِ أدواحُ
يمّمْتُ جفني بنورِ الحقّ مُبْصِرةً
لِما احتواهُ لذيذَ الوصلِ ينداحُ
منْ قلبِ عاشقةٍ أرْختْ بدلوِ هوى
في يمِّ كوْنٍ بهِ الإجلالُ إفصاحُ
ونشوةُ الوجدِ إذ مدتْ خيوطَ ندا
رَوتْ جذورَ الهوى والقلبُ طمّاحُ
فذابَ كلّي وكأسُ العشقِ أترعهُ
مُدامَ صبٍّ لتروي الرّوحَ أقداحُ
فإنَّ نفساً بلا وصلٍ لموحشةٌ
وإنَّ روحاً بدونِ الوصلِ أتراحُ
سالَ الحنينُ ووجهُ الضوءِ يحضنني
والوجدُ في بحرِ هذا العشقِ سبّاحُ
علقتُ في الرّوحِ مشكاةً يضيئُ بها
سِراجُ نفسي ومِنهُ انداحَ إصباحُ
وهاجسُ الشّوقِ في الإمساءِ يشعلني
وجداً فيسطعُ نجمٌ فيَّ لمّاحُ
يعودُ بي من دُجى نفسي ويبهرني
صلصالُ روحي وإلحاحٌ وإصحاحُ
للهِ ظاهرُ موجودٍ وباطنهُ
أسرارُ خلقٍ وأكوانٌ وأرواحُ
طوبى لمنْ سارَ في دَربِ الضياءِ إلى
حضنِ الجمالِ ولبّى وهو صدَّاحُ
فتشرقُ الشمسُ منْ هدْبِ المدى ذهباً
أصحو فيصحو صباحٌ فيَّ صيَّاحُ