في مذكراتها التي حملت عنوان “الجبروت والجبار”، تحكي مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية، جانباً من علاقة بلادها بالسودان خلال فترة وجودها في منصبه، وذكرياتها عن الرئيس السوداني عمر البشير في تلك الفترة، كما تناولت أولبرايت ذكرياتها عن البشير في سياق حديثها عن زيارة السودان، وفي هذا الحديث تذكر أموراً مهمة منها تخوفها من أن تتعرض للاغتيال بالسم في الخرطوم.
تشير أولبرايت إلى تلك الواقعة، قائلة: “زرت السودان في ربيع 1994 م، وكنت قلقة لأنها أول مهمة ديبلوماسية إلى حكومة معادية، ومع ذلك استقبلنا الرئيس السوداني عمر البشير بشكل حسن، وهو ضابط عسكري سابق، كان صارم الهيئة يستخدم عصا خشبية وكان وقوراً لكل من حوله لكن قبل العمل قدم إليَّ كوباً طويلاً مليئاً بسائل زهري اللون له قوام الشامبو (كاركاديه)”.
تكمل أولبرايت سرد التفاصيل، قائلة: “لم يكن فحوى اجتماعي بالبشير مرضياً أكثر من المشروبات، فقد كنت أوجه التحذير بشأن دور السودان كملاذ للإرهابيين ولم يلق التحذير آذانا صاغية، حتى قدموا لنا مشروباً، وغالباً ما كنت أمزح بأن عملي كسفيرة هو الأكل والشرب نيابة عن بلدي، لكن بدا ذلك خارج نداء الواجب “.
تختتم أولبرايت، قائلة: “لاحظت ان البشير لا يشرب أي شيء وكذلك كل السودانيين الآخرين، لماذا؟ خطر ببالي أنهم يحاولون تسميمي وفيما كان البشير يراقبني رشفت ما أملت أن يكون رشفة مقنعة من المشروب لكنني لم أكد ابتلع شيئاً، كان المذاق حلواً، وافرجت أساريري لأنني لم أنقلب رأساً على عقب”.