كشف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأرض والمياه بجامعة القاهرة، عن سر القوة التدميرية لسيول السودان، والتي تسببت في انهيار سد أربعات، الذي أدى لتدمير 5 قرى على الأقل في شرق السودان، ومدينة بورسودان مقر الحكومة السودانية، وأسفرت عن مصرع وفقدان العديد من الأشخاص.

وأكد الدكتور نادر نور الدين وفقا لتقارير صحفية أن الأمطار الغزيرة التي سقطت، مؤخرًا، على قمم جبال البحر الأحمر، الممتدة بطول الساحل من السودان وحتى مصر، سقطت على منحدر الجبل فزادت سرعتها، واكسبتها قدرة تدميرية بسبب الكمية الكبيرة للأمطار وسرعتها العالية، فدمرت السد والقرى.

وقال الدكتور نادر نور الدين عن قوة السيول في السودان: “سيول السودان.. السيول هى كميات كبيرة من الأمطار تفوق قدرة الأرض على استيعابها، فتبدأ بالجريان مع الانحدار، فإذا ما سقطت الأمطار الغزيرة على قمم الجبال فأثناء انحدارها على الجبل من القمة إلي السفح تكتسب سرعة كبيرة تعطيها قدرة تدميرية، فتجتاح كل من أمامها من قرى وزروع وسدود صغيرة خاصة السدود الترابية التي اذا مرت السيول من فوقها تنهار فورا بخلاف السدود الاسمنتية التي لا تتضرر من مرور المياه من اعلاها”

أما سر اكتساب السيول في السودان قوتها التدميريه، فكشفها الدكتور نادر نور الدين قائلًا: “هذا ماحدث في السودان، حيث سقطت الأمطار على قمم جبال البحر الأحمر، التي تمتد بطول ساحله من السودان وحتى مصر، ثم انحدرت على منحدر الجبل فزادت سرعتها، واكتسبت قدرة تدميرية نتيجة لكميتها الكبيرة وسرعتها العالية، فاجتاحت كل القرى والبيوت والسدود الترابية الصغيرة في طريقها فأضرت اكثر من عشرة الاف شخصا ( وليس قرى صغيرة كل قرية يسكنها ١٠٠ مواطن)

وشبه الدكتور نادر نور الدين سيول السودان بسيول رأس غارب فقال: “وهو اشبه بسيول مدينة رأس غارب في مصر، والتي حدثت منذ عدة سنوات، والتي اغرقت المدينة، وإذا لم يكن هناك انحدارًا، فإن هذه المياه ترتفع وتتراكم على سطح الأرض والتربة، وتغيب عنها القدرة التدميرية لعدم وجود انحدار وجريان للمياه”

وتابع نادر نور الدين “مثلما حدث في سيول محافظات الاسكندرية وكفر الشيخ والغربية التي حدثت في مصر منذ عده سنوات وغمرت الأراضي الزراعية بارتفاع نحو المتر، واستمرت كذلك لنحو ثلاثة اسابيع لانها فاقت قدرات المصارف الزراعية والصرف الصحي وقدرة التربة على ابتلاعها…”

إنهيار سد أربعات السوداني 

جدير بالذكر أن انهيار سد أربعات السوداني، في مدينة بورتسودان، أثار مخاوف العديد من الناس، وخاصة أنه أسفر عن مصرع المئات في شرق السودان، وتضررت مصالح وقرى بالمليارات، مع احتمال انهيار خط شحن البترول وتضرر أرصفة موانئ تصدير البترول.

وقال عدد من المسؤولين السودانيين: “إن المياه المتفجرة بعد أنهيار سد أربعات في شرق السودان دمرت خمس قرى على الأقل، وأودت بحياة العشرات من الأشخاص، وألحقت الدمار بمنطقة تعاني أصلا بفعل شهور من الحرب الأهلية.”

وتسببت الأمطار الغزيرة في حدوث سيول غمرت سد أربعات، في مدينة بورتسودان، التي أصبحت عاصمة السودان المؤقتة ومقر الحكومة والدبلوماسيين ووكالات الإغاثة ومئات الآلاف من النازحين، مخلفة وضع وصف بالـ “كارثي”، حيث أزالت السيول أنابيب المياه وأعمدة الكهرباء في المنطقة، وجرفت المباني وتسببت في مصرع وفقدان المئات.