استطاع الفنان القدير صلاح نظمي أن يحجز لنفسه مكانه فريدة في الوسط الفني بعد قيامه بأداء الكثير من الأدوار المعقدة والتي أغلبها يكون هو الشخص الشرير، موهبته وصوته المميز كلها أدوات استطاع استغلالها ليتمكن من النجاح في كل الأدوار التي قدمها.
اسمه الحقيقي صلاح الدين أحمد درويش، من مواليد 24 يونيو عام 1918، ولكنه اشتهر باسم صلاح نظمي، ولد في منطقة محرم بك بالإسكندرية أسرته كانت ميسورة ماديا، والده كان رئيس تحرير لجريدة وادي النيل، ولكنه توفي وتركه وهو في السادسة من عمره.
درس صلاح نظمي في مدرسة الإرساليات الأميركية وتخرج من كلية الفنون التطبيقية ثم عمل مهندساً بهيئة التليفونات وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وظل مهندسا حتي أصبح في سن المعاش.
بدأ مشواره الفني بمشاركته في فيلم هذا “ما جناه أبي”، ومن بعده توالت الأعمال الفنية التي قدمها.
استطاع خلال مشواره الفني أن يقدم مجموعة من الأفلام المتنوعة التي وصلت عددها حوالي 300عمل فني أشهرها الأفوكادو، البحث عن فضيحة، عصابة حمادة وتوتو، التوت والنبوت، الهروب من الخانكة وغيرها الكثير.
كان يسكن في منطقة كوبري القبة، وتعرف علي زوجته “أليس يعقوب” وهي أرمينية الأصل هناك فكانت تأتي لزيارة أخوها و أعجب بها وتزوجها في 9 أكتوبر عام 1951، وأقنعها بإشهار إسلامها من أجله وبالفعل وافقت وأطلقت علي نفسها أسم رقية نظمي ورقية هو أسم والدة صلاح نظمي.
علي الرغم من الشخصية التي كان يظهر بها في أدواره في الأفلام إلا أنه كان طيب القلب وله مواقف تدل علي ذلك فعلي سبيل المثال وقف بجوار زوجته في مرضها حتي وفاتها.
سمى ابنه الوحيد على اسم حسين صدقي بعد مساندته له عندما كان يمر بضائقة مالية وأعطاه فلوس أجره عن فيلم لم يكملا تصويره ورفض استردادها.
و قال حسين نجل الفنان الراحل، سبب مقاضاة والده للفنان عبد الحليم حافظ، وذلك بعد ظهور العندليب في إحدى البرامج الإذاعية وأجاب عن سؤال من هو أثقل الممثلين ظلا فأجاب بأنه صلاح نظمي، الأمر الذي ازعج والده للغاية وعلي الفور تقدم ببلاغ ضده ونعمه بالسب والقذف ولكن تم تبرئة العندليب من هذه التهمة.
أصيب زوجته بمرض نادر عام 1961 أقعدها ولم تعد تتحرك، واستمر نظمي بخدمتها لمدة 30 عامًا كاملة، ورفض تماما الزواج من أخرى .
وأنفق كل أمواله علي علاجها، وكان يرعاها دائما إلى أن توفاها الله عام 1989 وتأثر صلاح نظمي وفاتها وأنهار من الحزن عليها وعاني من الاكتئاب بعد وفاتها.
ورحل الفنان صلاح نظمي عن عالمنا في 2 ديسمبر 1991 عن عمر يناهز71 عاما وذلك بعد وفاة زوجته بعامين فقط.