أعلنت وزارة
الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية رسميا إطلاق
مبادرة «تحسين العلاقة التعاقدية» والتي تتضمن عدد من السياسات والضوابط من بينها
اقرار نظام عقد العمل بين صاحب العمل والعامل الوافد ليحل محل نظام الكفالة الذي
جرى تطبيقه على مدار 72 عاما.
ويأتي ذلك في خطوة تهدف لحفظ حقوق العمالة داخل الأراضي
السعودية
وكان نظام الكفالة يساعد على سوء المعاملة والاستغلال
للعمالة الخارجية، حيث لا يتمتع العمال سوى بصلاحية محدودة للشكوى من الانتهاكات
أو الهروب منها عندما يتحكم صاحب العمل في دخولهم وخروجهم من البلاد، وإقامتهم،
وقدرتهم على تغيير الوظائف.
حرية تغيير الوظيفة
وتتضمن المبادرة السعودية منح الوافدين حرية تغيير الوظائف
ومغادرة المملكة دون إذن من صاحب العمل.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن نائب وزير الموارد البشرية في
السعودية، عبد الله بن ناصر أبوثنين،قوله إن المملكة ستخفف القيود التعاقدية
للعمال الوافدين بما يشمل حرية تغيير الوظائف، ومنح العمال الوافدين الحق في
مغادرة المملكة دون إذن صاحب العمل،على أن تدخل حيز التنفيذ في 14مارس 2021 .
ومن جانبها قالت وكالة الأنباء السعودية” واس ”
إن هذه المبادرة تأتي ضمن سعيها لتحسين ورفع كفاءة بيئة العمل، واستكمالاً لجهودها
السابقة في هذا المجال، من خلال إطلاق العديد من البرامج ومن أهمها برنامج حماية
أجور العاملين في القطاع الخاص وبرنامج توثيق العقود إلكترونياً، وبرنامج رفع
الوعي بالثقافة العمالية وبرنامج “ودي” لتسوية الخلافات العمالية، وكذلك
اعتماد برنامج التأمين على حقوق العاملين، وإطلاق منظومة اللجان العمالية
المنتخبة، وغيرها من البرامج التي تُعنى بتطوير وتحسين بيئة العمل وحماية حقوق
جميع أطراف العلاقة التعاقدية.
وتسعى مبادرة “تحسين العلاقة التعاقدية” لزيادة مرونة
وفعالية وتنافسية سوق العمل، ورفع جاذبيته بما يتواءم مع أفضل الممارسات العالمية،
وتأتي هذه المبادرة لتفعيل المرجعية التعاقدية في العلاقة العمالية بين صاحب العمل
والعامل بناء على عقد العمل الموثق بينهما من خلال برنامج توثيق العقود، مما يسهم
في تقليص التباين في الإجراءات التعاقدية للعامل السعودي مقابل العامل الوافد
الأمر الذي سينعكس على زيادة فرص توظيف المواطنين في سوق العمل واستقطاب الكفاءات.
وتتيح خدمة التنقل الوظيفي للعامل الوافد الانتقال لعملٍ آخر
عند انتهاء عقد عمله دون الحاجة لموافقة صاحب العمل، كما تحدد المبادرة آليات
الانتقال خلال سريان العقد شريطة الالتزام بفترة الإشعار والضوابط المحددة، وتسمح
خدمة الخروج والعودة للعامل الوافد بالسفر خارج المملكة وذلك عند تقديم الطلب مع
إشعار صاحب العمل إلكترونياً، فيما تُمكن خدمة الخروج النهائي العامل الوافد من
المغادرة بعد انتهاء العقد مباشرة مع إشعار صاحب العمل إلكترونياً دون اشتراط
موافقته ، إضافة إلى إمكانية مغادرة المملكة مع تحمل العامل جميع ما يترتب من
تبعات فسخ العقد، علماً بأن جميع هذه الخدمات ستتاح عبر منصة “أبشر”
ومنصة ” قوى” التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
تحسين العلاقة التعاقدية
وتعزز مبادرة “تحسين العلاقة التعاقدية” من تنافسية
سوق العمل السعودي مع أسواق العمل العالمية وترفع تصنيفه في مؤشرات التنافسية
الدولية، حيث ترتقي هذه المبادرة بسياسات العمل وفق الممارسات المُنظِّمة للعلاقات
العمالية المتفق عليها دوليًا، كما ستؤدي إلى الحد من الخلافات العمالية التي تنشأ
أحياناً بسبب عدم اتفاق أطراف العلاقة التعاقدية، كما ستسهم في تمكين وتنمية رأس
المال البشري، واستقطاب الكفاءات في سوق العمل.
ومن المنتظر أن تُحدث مبادرة “تحسين العلاقة
التعاقدية” آثار اقتصادية إيجابية، منها: مرونة سوق العمل وتطوره، ورفع
إنتاجية القطاع الخاص، واستقطاب الكفاءات أصحاب المهارات العالية، والمساهمة في
تحقيق مستهدفات برنامج رؤية المملكة 2030 عبر برنامج “التحول الوطني”.
الجدير بالذكر أن هذه المبادرة تم تطويرها بالشراكة مع وزارة
الداخلية ومركز المعلومات الوطني وبدعم جهات حكومية أخرى، وذلك بعد عقد العديد من
اللقاءات مع القطاع الخاص ومجلس الغرف السعودية وبناء على دراسات وأبحاث شملت أفضل
الممارسات الدولية في هذا المجال.
يشار إلى أن الكثير من أصحاب العمل هذه السيطرة بأخذ
جوازات سفر العمال، وإجبارهم على العمل لساعات طويلة، وحرمانهم من الأجور. عاملات
المنازل الوافدات على وجه الخصوص قد يُحبَسن في منازل أصحاب العمل، وقد يتعرضن
للاعتداء الجسدي والجنسي. أدى نظام الكفالة أيضا إلى وجود مئات الآلاف من العمال
دون وثائق رسمية، حيث يمكن لأصحاب العمل إكراه الناس على بلوغ هذه الحالة، ويمكن
أن يصبح العمال الذين يهربون من الإساءات بدون وثائق.