فنانون مشهورون اعتزوالو الفن بعد قيامهم بأدوار قليلة ولكن هناك الكثير منهم يرجع إليه مرة أخرى، ولكن هذا الفنان حينما قرر اعتزال الفن استشار الشيخ الشعراوي رحمه الله الذى نصحه أن يستمر ويقدم أشياء تنفع الناس ولا تغضب الله.
أنه الفنان الكبير الراحل حسن عابدين، الذى ولد فى يوم 21 أكتوبر 1931 وذلك بمحافظة بني سويف، فقد كان من عائلة تنتمي جذورها إلى شبه الجزيرة العربية،ونبغ منذ طفولته فقد كان من ضمن المشاركين فى فريق التمثيل بالمدرسة الإبتدائية وكذلك فريق تمثيل المحافظة.
فهو برع فى الإلقاء وبالاضافة إلى إتقانه للغة العربية، وعرف بوطنيته منذ الصغر فقد كان من ضمن المشاركين بحرب فلسطين، حينما سافر إلى فلسطين دون علم والديه وهو لم يبلغ السابعة عشرة من عمره فقط أتجه إلى فلسطين فى 1948، وقيل إنه شارك فى العديد من العمليات الفدائية وتدرب على أيدى ضباط مصريين .
إلى أن تعرف على صديق عمره الفنان إبراهيم الشامي، والمخرج المسرحي نبيل الألفي، وبقى فى فلسطين إلى أن ألقى القبض عليه هو وأصحابه وتم الحكم عليهم بالاعدام وانقذه من هذا الحكم فدائي مصري وهو ابن عم المطرب عبداللطيف التلباني- الذى قام بالوقوف فور إعلان القاضى بالحكم عليهم وهدد بنسف المحكمة إلى أن هربوا هو وأصحابه.
وبعدها عاد إلى مصر ليفاجئ والده أنه قد عاد من أرض الحروب ثم إنضم إلى المسرح العسكري، وبعدها بفرقة يوسف وهبي، فقد شارك حينها فى جميع مسرحيات الفرقة التى قامت بها فى الخمسينيات، ومن أهم أعماله المسرحية “على الرصيف، الرعب اللذيذ، المشاكس، افرض، أولادي، واحد لقى شقة” “شفيق يا راجل” ومسرحية “عش المجانين”.
أما من أروع اعماله فى مجال الدراما “أهلا بالسكان، فرصة العمر، الدنيا لما تلف، أرض النفاق، آه يا زمن، طيور الصيف، أبنائى الأعزاء شكرا، رفقا أيها الأبناء، فيه حاجة غلط، نهاية العالم ليست غدا، برج الأكابر، أنا وأنت وبابا في المشمش” ومن أفلامه الرائعة التى مازالت فى أذهان محبيه “فيفا زلاطة، ريا وسكينة، سترك يا رب، الأشقياء، الشيطان امرأة، على من نطلق الرصاص، الأنثى والذئب، مملكة الهلوسة، العذاب فوق شفاه تبتسم”.
وهناك مشهد عالق فى ذهن النجم الراحل حسن عابدين وذلك حينما تم طرده من أمام بيت الله الحرام وذلك حينما ذهب حسن عابدين ليؤدى العمرة وهو عند قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم )حينما نهره احد الحراس قائلاً له: ” ابعد فأنت ممثل فصُدم وأخذ يبكى كثيرا وتأثر بهذا الموقف وعاد من هناك قد قرر الاعتزال”.
ونصحه صديق مقرب له أن يأخذوا رأى الشعراوى فى الأمر قبل الاعتزال وهو الفنان إبراهيم الشامي الذى كان فى ذلك الوقت جارا للشيخ محمد متولي الشعراوي، واندهش من رد فعل الشعراوىحينما اقبل عليه وسلم عليه بحرارة كبيرة وقاله أنت حبيبي وبتفرج عليك، فقال له: أنت بتتفرج عليّا يا مولانا؟ قاله: أيوه ولما أنت عاوز تعتزل أنا هتفرج على مين؟ وبعدها قرر الرجوع عن قراره بالاعتزال. إلى أن توفي حسن عابدين في 6 نوفمبر 1989.