دقّتْ طُبولُ اليأْسِ يا أَقصَىٰ
وحوافرُ الإحبَاطِ لا تُحْصَىٰ
إِنَّا أَطَعْنَا جُبْنَ سَادَتِنَا
وَفِرارُنَا فِي الزَّحْفِ لا يُعْصَىٰ
فَجَميعُنا الأَدنَىٰ وَفِي خَطَرٍ
والقُدسُ رَغمَ دُنُوِّهِ الأَقْصَىٰ
دِيْكٌ علىٰ فَمِهِ القُيُودُ فَكَيفَ
يَصيحُ كيفَ وصوتُهُ يُخصىٰ؟
وَأَظَافِرُ الأَغْلالِ تَخْنُقُهُ
وَإِمَامُنَا بِالشَجْبِ قَدْ أَوصَىٰ
فالشَّجبُ يحرقُ هَامَ أُمَّتِنا
ويَزيدُهَا في ندبِها نقصَا
رقصُ العقَارِبِ عندَ مَسْجدِنا
جعَل الأفاعيَ تَشْتَهي الرقْصَا
تلتفُ أحزَانِي وتَدفَعُني
لليأسِ حتّى بتُّ مُخْتصَّا
حَرِصَ اللُّصوصُ على خِيانتِنا
وسُكُوتُنا قد زادهمْ حرصَا
مصُّوا الدّماء أمامَ أعينِنا
ودَمُ القَوافيَ صَارَ مُمْتصَّا
فَحَصُوا مواضعَ نِفطِنا شغفًا
لكنَّنا لم نُحسِنِ الفحصَا
عِشْنا على أنقاضِ سُمعتِنا
فاستعمَرُوا الكُتَّابَ والنَّصَّا
عُمنَا على سَطحِ الحضَارةِ لكِنْ
غَيرُنَا قد أتقنُوا الغوصَا
أغرتْ نهودُ المالِ عَنْتَرَنا
فَحُروفُهُ تستَوجِبُ القنصَا
عُدنَا إلى شُرُفاتِ خيبتِنا
عُدنا على أعقابِنا نَكْصَا
مَرضَىٰ هُنَا في حُضنِ حارتِنا
عزَّ الدواءُ وداؤُنا استعصَىٰ
مَن للحقائقِ في خَدِيعَتِنا
من ياتُرىٰ للوَاقِعِ استقصَىٰ
الطَّقْسُ يُخبرُنا بعَاصِفَةٍ
ستَقُصُّنَا من أصلِنا قصَّا
رُصُّوا جَماجِمَنَا عَلىٰ مَهَلٍ
رُصُّوا فإنَّا نجهلُ الرَّصَّا
أَبعَادُ قصَّتِنَا تَقُولُ لَنَا
قَد ماتَ شَعْبٌ يَعْبُدُ الشَّخْصَا
لَكنَّ وَعْدَ اللهِ يُخبرُنا
سَيُعادُ مَسْرانَا إلَىٰ الأَقصَىٰ