واقعة مقتل طبيبة السلام أصبح يشوبها الغموض، خاصة مع تعدد الروايات واختلاف الأقاويل حول الأسباب والتفاصيل المتعلقة بالجريمة.

وما يزيد الأمر ارتباكا هو وجود شبهات خاصة بالترصد لها من قبل صاحب العقار المتشدد دينيًا.

طبيبة السلام

وقال أحد الجيران أن الضحية اسمها داليا وهي ممرضة تبلغ من العمر 37 عامًا ولديها ثلاثة أبناء ولدين وفتاة، وكانت معروفة في المنطقة باسم “أم يوسف”.

وأضافت إحدى الجيران كانت “داليا” عائدة من عملها في “توك توك” في تمام الحادية عشر مساء، وتحمل معها أكياس خضار، وحينما أوصلها السائق حمل الأكياس وصعد معها إلى شقتها وينتظر معها نصف ساعة على الأقل وهو ما كان معتاد بشكل يومي ما أثار شكوك أهالي المنطقة.

وتابعت: لم تمر أكثر من ربع ساعة، إلا وسقطت الممرضة من شرفة منزلها بالطابق السادس، وهي مرتدية ملابس منزلية خضراء اللون، لتثار الشكوك حول السائق الذي هجم عليه أهالي المنطقة وقاموا بربطه بالحبال وإحضار الشرطة للتحقيق معه.

سيدة السلام

وأضاف أحد الجيران أنه فور صعود الممرضة وسائق “التوك توك” إلى الشقة، قام الغفير بالاتصال بمالك العقار الذي حضر على الفور وصعدا معًا إلى الأعلى قبل أن تلقي القتيلة نفسها للأسفل.

وأوضح الجار أن الممرضة “داليا” كانت تسكن بالمنطقة منذ 8 أشهر فقط، وتترك أبنائها لدى أسرتها، وتذهب لزيارتهم أو إحضارهم إليها كل فترة، مؤكدًا أنها تقطن بمفردها في الشقة.

شقيق سيدة السلام

ومن جانبه اتهم شقيق سيدة السلام صاحب العقار وزوجته و4 آخرين بقتلها بإلقائها من الطابق السادس، بحجة أنها على علاقة بصديق لها، مؤكدا أن شقيقته ليست طبيبة ولكن تعمل موظفة في عيادة النساء والتوليد في منطقة السلام.

وأضاف شقيق المجني عليها، في مداخلة هاتفية مع برنامج «الحكاية» على قناة «إم بي سي مصر»: «عامل أنابيب وليس سائق توك توك كان طالع لشقة شقيقتي لتغيير الأنبوبة، وكان الوقت متأخرا في حدود 11 مساء، بسبب انشغالها طوال اليوم في عملها».

وقال: «باب الشقة كان مفتوحا أثناء تغيير الأنبوبة، ولم يتم كسره ودخل عليهما 6 أشخاص بينهم صاحب العقار وزوجته والحارس و3 آخرين من السكان وتعدوا على شقيقتي وعامل الأنابيب بالضرب، وطلبوا منها خلع ملابسها وتصويرها عارية»، مؤكدا أن شقيقته رفضت طلب المتهمين فتم إلقاءها من الطابق السادس ولفظت أنفاسها الأخيرة.

وتابع: «شقيقتي لم تنتحر، وأختي وزنها مليان وسور البلكونة عالي فصعب جدا أن تلقي نفسها منه، ولو حدث فعلا فبالتأكيد ألقت بنفسها هربا من الضرب وتعذيبها»، مضيفا أان شقيقتة كانت متزوجة ولديها 3 أطفال يترددون عليها من وقت إلى آخر.

التحقيقات في واقعة طبيبة السلام

يذكر أنه تلقت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة بلاغا من الأهالي بوجود جثة بأحد الشوارع بمنطقة النزهة بالسلام وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن وتبين قيام سيدة بإلقاء نفسها من شرفة شقة وقام رجال المباحث بمناقشة شهود العيان وتفريغ كاميرات المراقبة بالشارع.

كما ألقى القبض على 3 أشخاص بينهم سيدة وتبين أنه أثناء تواجد المجنى عليها بالشقة رفقة صديق لها قام صاحب العقار وآخرين بكسر الباب ودخلوا الشقة عنوة وتعدوا بالضرب على صديقها، فقامت المجنى عليها بإلقاء نفسها من الطابق السادس ولقت مصرعها على الفور وتم نقل صديقها للمستشفى لتلقى العلاج، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

وقالت التحريات إن المجنى عليها تقطن في العقار وقوع الجريمة بمفردها، وفي يوم الحادث شاهد حارس العقار أحد الأشخاص يدخل شقة المجنى عليها، فقام بإبلاغ صاحب العقار، ما أدى إلى صعود المتهمين إلى شقة المجني عليها والاعتداء عليها بالضرب حتى سقطت من الدور السادس.

وتم تفريغ الكاميرات الموجود على أعلى العقارات المجاورة، وأعادت استجواب شهود عيان، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين وتحرير محضر بالواقعة، وجار عرضهم على النيابة العامة

كانت النيابة العامة قد أمرت ظهر السبت بحبس 3 متهمين 4 أيام في حادث بتهمة مقتل سيدة بمدينة السلام بعد إلقائها من شرفة شقتها بالطابق السادس، لأنهم شاهدوا دخول شخص غريب عنها إلى منزلها في أوقات متأخرة من الليل وقررت النيابة العامة دفن جثتها بعد تشريحها لمعرفة سبب الوفاة.