في مذكرات الكاتب الصحفي، مصطفى أمين، تحدث عن خلاف مزعوم بين كوكب الشرق أم كلثوم وزوجة الرئيس السادات جيهان، لرغبتها في الانفراد بكونها سيدة مصر الأولى، وهو ما دفعها للغيرة من أم كلثوم التي كانت الوجه النسائي الأول لمصر طوال فترة حكم الرئيس عبد الناصر وحتى عصر الرئيس السادات حتى أنها كانت تناديهما بـ”ناصر والسادات” دون لقب الرئيس.
يقول مصطفى أمين إن سر انقلاب السيدة جيهان السادات علي أم كلثوم هو قصة الصراع بين لقب سيدة مصر الأولي الذي سعت إليه جيهان السادات بحرص شديد، وسيدة الغناء العربي الذي تربعت به أم كلثوم علي عرش وقلوب الجماهير المصرية الغفيرة.
وكانت الشائعة الأقوي تقول إن سبب الحرب علي أغنيات أم كلثوم واصدار الأوامر إلى الإذاعة المصرية بتكثيف أغنيات المطربة ياسمين الخيام لتنافس كوكب الشرق بشدة، وتعوض الناس عن غيابها، السر هو رغبة الانتقام لدي سيدة مصر الأولي من المطربة التي داعبت زوجها الرئيس في إحدي المناسبات، وهي تصافحه قائلة «منور يا أبوالأنوار».
ما قاله الكاتب الكبير مصطفى أمين هو ما كرره الكاتب الكبير الدكتور يوسف إدريس في حوار له عرضته “ماسبيرو زمان” يقول إن الخلافات بين أم كلثوم وجيهان السادات زادت في الفترة الأخيرة من حياة أم كلثوم لرغبة جيهان في أن تكون السيدة الاولى وظهر ذلك في أكثر من حوار بين المقربين منهم.
ويضيف إدريس أن أم كلثوم كانت ملكة حقيقة لم يظلمها سوى جيهان السادات حتى أن نصف ضباط الجيش دخلوا بكارت فقط من أم كلثوم لكن رغبات جيهان كانت السبب وراء الخلاف بل وأوقفت حفلات لأم كلثوم أيضًا.
ومن ناحتيها نفت جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل أنور السادات، في برنامج “نظرة” للإعلامي حمدي رزق: “ده كلام مفبرك عشان يوتروا علاقتنا، وأنا وهي كنا بنضحك لما بنسمع الحاجات دي، مكنش في بيني وبينها حاجة هي كانت ست ذكية وعمرها ما غلطت في حد، وكانت بتحبني وبتحب أنور جدا، بيقولوا إن سبب الخلاف إنها قالت له يا أبو الأناور، وهذا لم يحدث، اللي اخترع الحكاية دي اخترعها عشان يضيعوا شعبيتي، لإن كان ليا شعبية وإزاي زوجة رئيس بتنزل وبتشوف الناس وبتتواصل معاهم”.
وأضافت: “كانت بتجيبلي كتير البيت، وأيام ما كان أنور السادات ماسك التليفزيون، كانت بتجيلي وتطلع خامس دور وإحنا وقتها مكنش عندنا أسانسير، كانت بتحبني وكانت بتحب أنور وكانت بتعزمنا عندها في بيتها، مرة قولتلها شوفي بقى يا ثومة لو ممشتيش رجلك، هخلي الإشاعة اللي طلعت دي حقيقة ونتخانق فعلا، كانت تعبانة وكنت برفع من روحها المعنوية، موضحة: “هي طورت نفسها من واحدة متعرفش تكتب ولا تقرا لواحدة مثقفة قارئة ذكية جدًا، وحطت لنفسها قيمة بشكل طبيعي مش مصطنع، كانت سيدة جميلة حقيقي”.
وفاة جيهان السادات
توفت منذ قليل السيدة جيهان السادات أرملة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عن عمر يناهز الـ 88 عاما بعد معاناة كبييرة مع المرض استدعت نقلها لأحد المستشفيات الكبرى.
وعادت السيدة جيهان مؤخرا من رحلة علاج بالولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها مرت بأزمة صحية منذ حوالي شهر انتقلت على إثرها إلى أحد المركز الطبية الكبرى.
وولدت جيهان صفوت رؤوف البالغة من العمر 88 عاما في 29 أغسطس 1933، لأب مصري يعمل أستاذا جامعيا ويحمل الجنسية البريطانية وأم بريطانية تدعي «جلاديس تشارلز كوتريل»، وحصلت على بكالوريوس في الأدب العربي، جامعة القاهرة عام 1977، ثم ماجستير في الأدب المقارن، جامعة القاهرة عام 1980، ثم دكتوراه في الأدب المقارن، جامعة القاهرة عام 1986، ثم نالت درجة الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة القاهرة، تحت إشراف الدكتورة العالمة سهير القلماوي.
والتقت مع أنور السادات للمرة الأولى في السويس لدى قريب لها صيف عام 1948 وكانت في الخامسة عشرة من عمرها ووقعت جيهان في غرام السادات وقررت الزواج منه رغم أنه كان متزوجاً ولديه 3 بنات وهن رقية وراوية وكاميليا، وبالفعل تزوجته جيهان في 29 مايو 1949 وذلك مبكراً قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية عندما كان ضابطا صغيرا.
وأنجبت منه ثلاث بنات وهن لبنى ونهى وجيهان وولدا واحدا وهو جمال، علما بأنه كان متزوجا من سيدة أخرى قبلها، إقبال ماضي، وأنجب منها ثلاث بنات قبل أن ينفصلا، وهن: راوية ورقية وكاميليا.
بيان رئاسة الجمهورية
أصدرت رئاسة الجمهورية بيان نعت خلاله السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل أنور السادات.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: تنعي رئاسة جمهورية مصر العربية ببالغ الحزن والأسى السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، والتي قدمت نموذجاً للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة الذي مثل علامةً فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً بمنح السيدة جيهان السادات وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.