جاء وصفه في آية كريمة.. ما سبب تسمية أول أيام العيد بيوم الحج الأكبر؟

السلايدر, دين ودنيا , Comments Disabled

بعد أن أدى حجاج بيت الله الركن الأعظم للحج، بالوقوف على عرفة من شروق الشمس إلى مغربها، وباتوا ليلتهم في مشعر مزدلفة، يستقبلون في أجواء مفعمة بالخشوع والطمأنينة والسكينة اليوم (الثلاثاء)، أول أيام عيد الأضحى المبارك، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، الذي يوصف بيوم الحج الأكبر، ويوم النحر، فما فضل يوم الحج الأكبر؟ ولماذا سمي بهذا الاسم؟ وما سبب اختلاف العلماء في تسميته على الرغم من وجود أحاديث صحيحة بالتسمية؟ وما الأعمال التي تؤدي فيه؟ وكيف رتبها علماء المذاهب الأربعة؟

أُخِذت تسمية يوم الحج الأكبر، من الآية الكريمة «وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» }سورة التوبة: الآية 3{، وتعود قيمة هذا اليوم وفضله إلى تأدية الحجاج فيه أعمال عظيمة ومناسك جليلة هي: رمي الجمرات، والحلق أو تقصير شعر الرأس، وذبح الهدي، وطواف الإفاضة، فالمقصود بـ”الحج” في الآية الكريمة الزمان أو وقت الحج، والمقصود بـ”الأكبر” الأعمال التي تُؤدَي فيه، ويسمى أول أيام العيد أيضًا بـ”يوم النحر”؛ لأن الحجاج يذبحون في الأضاحي والهدي.

 

وورد في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بين الجمرات وقال: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمُ النَّحْرِ، قَالَ: هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، كما ورد في حديث علي بن أبي طالب قال: سألت رسول الله عن يوم الحج الأكبر، فقال يوم النحر، وهناك أحاديث أخرى حملت المعنى نفسه، وعلى الرغم من ذلك فقد اختلف العلماء في المقصود بيوم الحج الأكبر، فمنهم من رأى أن كلمة “الأكبر” في الآية الكريمة ليست صفة لليوم وإنما للحج، والحج الأكبر في الآية يقابل الحج الأصغر وهو العمرة، ومنهم من اعتبر أن الحج الأكبر هو حج الرسول، الذي واكب يوم عرفة فيه يوم الجمعة، ورأوا أن الحج يكون حجًا أكبر إذا وافق يوم عرفة فيه يوم الجمعة.

 

ولم يختلف علماء المذاهب الأربعة في ترتيب الأعمال التي يؤديها الحجاج في يوم الحج الأكبر، فرأى الحنفية أن يبدأ الحاج برمي الجمرات، ثم يذبح، ثم يحلق، ويتحلل التحلل الأول، ثم يطوف بالبيت طواف الزيارة، كما رأى علماء المالكية أن يبدأ الحاج بالرمي، ثم ينحر، ثم يحلق، ثم يطوف طواف الإفاضة، لكنهم ذهبوا إلى أن من قدم عمل على آخر فإن عليه دم، ورأى الشافعية أن الحاج مطالب بالرمي، ثم الذبح لمن كان عليه هدي، ثم الحلق، ثم الطواف، والترتيب بينها سنة وليس واجبًا، أما الحنابلة فرأوا تخيير الحاج في تقديم أو تأخير أعمال يوم الحج الأكبر، وفضلوا إتيانها على الترتيب الذي استقرت عليه المذاهب الأخرى.

 


بحث

ADS

تابعنا

ADS