استيقظت صباحًا كالعادة على رنات منبهى اللعين الذى لا يتوارى خجلا عن استيقاظى يوميًا تلبية لنداء العمل وحتى لا أتعرض لمقصلة ساعة الإنتاج التى تنظر لى يوميًا دون أن تستحى يومًا من تدقيق ملامح وجهى الذى يتغير فى اليوم مئات المرات.
كان صباحًا كعادته أدعو الله أن يوفقنى فيه وإذ برنات جرس الباب ففزعت نفسي وبدأت ضربات قلبي تتسارع فلم اعتد زيارة من أحد فى الصباح الباكر، وإذا به محصل الكهرباء ضاحكًا فى وجهى ضحكة بشوشة سعيدا سعادة لا توصف: صباح الخير يا أستاذ أحمد، فإذا بي أرد مرتجفا صباح الخيرات فأخرج من طياته المطوية إيصالي كهربا لى ولشقة أمى رحمها الله وأخذ منى الأموال حامدا الله أنى أملك الأموال التى تكفى لسداد الفاتورتين ثم توضأت لأصلى ركعتى شكر لله على أنها مرت بسلام ولم أكد أفرغ من الركعتين حتى طرق الباب مرة ثانية وبدأت ضربات القلب تزداد مع ارتفاع فى ضغط الدم فسارعت لأخذ دواء الضغط ذلك المرض الذى ورثته أبا عن جد ثم فتحت الباب لأجد رجلين بوجهين متهجمين يقولان فى نفس واحد غاز وميه وإذ بدوار ينتابنى وأكاد أسقط من هول ما أنا به وإذ بأحدهما ينقذنى من السقوط وبالآخر يقول ما بك يا أستاذ أحمد يا صحفى ألست من أصحاب الدخول المرتفعة وإذ بالتعب يتحول لضحكة قائلا له الحمد لله على كل شىء وفى نفسي أقول معذور فهو لا يدرك شيئا ولا يعرف أن دخل الصحفى من أقل الدخول في مصر رغم أهميته ودوره المؤثر ولا يعلم أن كل ما يتقاضاه الصحفى غير قادر على استمراره فى الأسواق أكثر من 15 يوما.
• 70 مليون زملكاوي!
المهم قمت بجمع ما تبقى من أموال حتى أعطيها لهما وبالفعل جمعت المتبقى على ما كان فى حصالة ابنتى المسكينة التى لا تكاد تجمع بعض الأموال حتى انقض عليها غازيا ثم انصرفا الاثنان وقبلهما محصل الكهرباء تاركين معضلة كبيرة كيف أكمل هذا الشهر بعد عملية السطو المسلح على مرتبي المسكين داعيا الله أن يحل هذه الأزمة وكيف سأذهب إلى عملى ما تبقى من الشهر وإذا بالمنبه اللعين يرن ويوقظنى من هذا الكابوس الذى انتظره خلال أيام قليلة.