أيام صعبة.. رمضان في لبنان بين الماضي والحاضر

Uncategorized , Comments Disabled

في بلد اعتاد أن يستقبل الأعياد بالبهجة والفرح.. هذا العام ومنذ فترة سبقته لم يزر أي عيد مجتمعنا اللبناني إلا و معه حرقة توغلت إلى كل بيت وحسرة في قلب كل أبنائه.

صورة ليست كصور المناسبات المفرحة يأخذها لبنان بالأشهر الأولى من سنته الجديدة إذ إنها صور سيتذكرها الجميع لأنها تشخص أياما صعبة يعيشها اللبناني فيما يئن الشعب تحت وطاة أزمة اقتصادية  هي الأسوأ في التاريخ, لاجل أنها تتزامن مع انسداد سياسي يعيق مسار الحلول التي يجب أن تفرج المجتمع على كلفة الأصعدة.

فيما يستعد اللبنانيون لاستقبال شهر رمضان المبارك الوضع لازال على حاله والظروف الاقتصادية والمعيشية صعبة.

ولا يمكننا التغاضي عن استمرار جائحة كورونا التي قد تجعل الشهر الفضيل هذا العام الأصعب على مر السنوات في لبنان.

كما نعرف, قبيل حلول شهر رمضان المبارك تنشط حركة الناس في الشوارع وتبدأ التحضيرات, من تأمين الأطعمة واللباس وغيرهما من الأعمال, و لكن أي إقبال هذه السنة سيكتمل بظل ظروف اقتصادية رديئة  وأي اطعمة ستتقدم على الموائد في الوقت التي فقدت فيه العائلة اللبنانية أساسيتها وكمالياتها وحتى أنه في بعض المنازل تفتقد للقمة الخبز!….

فهل ستصبح أعياد لبنان ذكرى تقلق اللبناني عند اقترابها؟ وهل ستتغير سلوكيات الاحتفال بشهر رمضان لعام 2022 , السؤال الذي يطرح هل أصبح للاحتفال  ثمن باهظ هذه السنة بظل غياب السيولة والكهرباء وأهم ما يغيب أيضا “راحة البال والبهجة”.

يمكننا القول إنه لم يعد للابهار البصري معنى ويعود جزء كبير من ذلك إلى حالة الفقر التي انتشرت بكثرة في مشارق البلاد ومغاربها، ففي هذا العيد المبارك يهتم المسلمون بتزيين موائد إفطارهم بأنواع عدة من المؤكولات والحلوايات لكن الظروف المعيشية الصعبة قد تحد بشكل كبير تلك العادات, فعن أي عادات نتكلم وهناك مواطنون لبنانيون قد حرموا اللحوم ومشتقاتها وكل ما كان موجودا على موائدهم الطبيعية.

مشكلة اجتماعية انفرضت على الجميع ومعها غصة تأمين الأكل والشرب وماذا نتكلم عن زينة المساجد والاماكن العامة لاستقبال هذا العيد.

وبحديث مع قاضي بيروت الشرعي ومدير عام دار الفتوى سابقا فضيلة الشيخ محمد النقري إعتبر ان الفرد سيتأثر بالوضع المعيشي ولن يتمكن من ممارسة حياته الروحية و خصوصا “مناسباته والأشهر الدينية وحدد أن شهر رمضان المبارك هو عيد للاستشعار الفقر و الجوع و هذا هدف الصيام في رمضان ففي هذه الحالة سيكون وضع اللبناني متصف بالجوع والحاجة دون مجهود نفسي وهذا ما سيحول الجوع التعبدي إلى جوع طبيعي, كما واعتبر أن الذي سيتغير هي موائد الإفطار التي كانت  في الأول متنوعة يجود فيها اللبناني المسلم بوجود اللحوم والحلويات أما في هذه السنة سيمر الأفطار بموائد فقيرة وضعيفة جدا بسبب الأزمة الاقتصادية  التي جعلت المؤكولات غالية الثمن وصعبة المنال.

وشدد بهذا النطاق أنه من الناحية الدينية  سيتعلم الفرد الصبر في الشدائد والتضحية وعدم الجشع وتوسع  بالكلام ليشمل المؤسسات والجمعيات التي لن تكون قادرة على المساعدة وإقامة الموائد الجماعية التي يشارك فيها المتبرعون, بحيث إنها ستكون مفقودة في هذا العيد.

إن المعنى الحقيقي لكل عيد ايا” كان…. هو المعنى الروحي و جوهر التطبيق, لذلك ان كل المعاني قد تغيرت و كل المفاهيم تبدلت و يبقى السؤال هل سيتبدل الانسان ليفقد حسه بالانسانية و شعوره بالعيش ؟ سؤال يترك ليجيب عليه كل إنسان بحسب نواياه.

اقرأ أيضا

أين هيبة الدولة اللبنانية.. ومتى تتخلص من حكم الدويلات؟

كريسماس حزين في ظل الأزمة اللبنانية

 

 


بحث

ADS

تابعنا

ADS