تحل اليوم ذكرى وفاة عملاق المسرح والتمثيل عبدالله غيث، الذى رحل عن عالمنا فى 13 مارس عام 1993، بعدما قدم العديد من الأدوار التي لن تمحُي من ذاكرة المصريين، حيث تألق “غيث” في أدائه المميز الذي أمتع المصريين والعرب به من خلال السينما والمسرح .
ظل “غيث” في تقديم دوره الفني وإبداعه حتي آخر أيام حياته، المبدع عبدالله غيث ابن قرية شلشلمون بالشرقية وعائلة الأعيان التى ورثت العمودية .
ولد عبدالله غيث فى 28 يناير عام 1930 فى إحدى قرى محافظة الشرقية لأسرة ميسورة الحال تمتلك مئات الأفدنة، وكان والده أول عمدة متعلم فى أوروبا، حيث سافر لندن لكي يتعلم الطب، وقضى سنتين فى جامعة كمبريدج، وعندما عاد فى أجازة قامت الحرب العالمية الأولى، فلم يستطع العودة إلى لندن مرة جديدة، وتولى العمودية فى بلاده، ولكنه لم يستمر كثيراً، حيث توفى شاباً، وكان عبدالله غيث لا يزال فى عامه الأول.
وتابع: ” كنا نراه يتألم فى الكواليس ونطلب منه التوقف عن التمثيل والذهاب للطبيب، فكان يقول: «عندما أقف على المسرح لا أشعر بأى تعب” .
وتابع نجل المتألق عبدالله غيث تصريحاته، بشأن تفاصيل مرض ووفاة والده، متابعًا: “بعد انتهاء المسرحية عرضناه على الأطباء، وأكدوا ضرورة دخوله المستشفى فورًا، وقال لى الطبيب إن حالته متأخرة جدا ولا أمل فى شفائه لأن السرطان تملك منه، وظل والدى لمدة 18
يومًا فى المستشفى، يحاول أن يخفى آلامه الرهيبة أمامنا، وينهار بعد أن نتركه من شدة الألم” .
وأوضح أن القذافى أرسل وفدًا لزيارة والده، وأكد الوفد أن هناك طائرة خاصة لنقله إلى أى مكان فى العالم لتلقى العلاج، لكنّ الأطباء المعالجين أكدوا أن حالته ميؤوس منها، مشيرًا إلى أن القذافى كان يحب والده جدًا منذ أن قام بتمثيل دور حمزة ابن عبدالمطلب بفيلم «الرسالة» ، وسمح الرئيس الليبى بتصوير أحداث الفيلم فى صحراء ليبيا بعد رفض أكثر من دولة تصويره على أراضيها.
من أشهر مسلسلاته الدينية: “ابن تيمية: شيخ الإسلام” – “محمد رسول الله” – “على هامش السيرة” – “ساعة ولد الهدى” – “الوعد الحق” – “أبو ذر الغفاري”، وذلك إلى جانب العديد من الأعمال الدرامية الاجتماعية ومنها “هارب من الأيام” – “الكتابة على لحم يحترق” – “الحب في عصر الجفاف” – “عابر سبيل” – الثعلب” – “المال والبنون”.
أبدع “غيث”، في مجال السينما حيث بدأ مشواره السينمائي عام 1959م من خلال فيلم “عاشت الحب”، و”لا وقت للحب” عام 1962م، ثم شارك في مجموعة متميزة من الأعمال السينمائية منها فيلم “رابعة العدوية” و”ثمن الحرية” و”الحرام”، كما قام
ببطولة فيلم “أدهم الشرقاوي” وفيلم “السمان والخريف” عام 1967م.
ومن أهم الأفلام السينمائية الدينية التي شارك فيها الفنان “عبد الله غيث”، فيلم “الشيماء” الذي قدم من خلاله دور “خالد بن الوليد”، وكذلك النسخة العربية من فيلم “الرسالة” الذي جسد به شخصية عم الرسول (ص) “حمزة بن عبد المطلب”.كما تألق “غيث” في عدد من الأدوار المسرحية منها “الحسين ثائرا” – “الفتى مهران” – “الزير سالم” – “زيارة السيدة العجوز” – “الوزير العاشق” التي حصل على جائزة عن دوره الذي قدمه من خلالها.نال الفنان “عبد الله غيث” خلال مشواره الفني العديد من الجوائز حيث حصل على جائزة أحسن ممثل في التليفزيون عامي 1963م و1978م، وجائزة عن دوره في فيلم “ثمن الحرية” عام 1964م، كما حصل علي شهادة تقدير من الرئيس الراحل “محمد السادات” عام 1976م، وفي عام 1983م حصل علي درع دولة الإمارات العربية المتحدة.
لم تتوقف موهبة “عبد الله غيث” عند حد التمثيل فقط، بل تميز أيضاً في الإخراج بعد أن تبناه المخرج “علي غيث” الذي عمل معه كمساعد مخرج في الجزء الأول من مسلسل “المال والبنون”، ثم انطلق وأصبح مخرجاً متميزاً في القناة الأولى ومن أعماله برنامج “زمن الفن الجميل” – “ليالى الشرق” – “سحر الأنغام” – “الفن بين الماضي والحاضر”.
توفى الفنان “عبد الله غيث” يوم 13 مارس عام 1993م تاركاً مشوارا فنيا حافلا بالعديد من المسلسلات والأفلام والمسرحيات التي برع في أدائها، وكان آخر أعماله هو الجزء الأول من مسلسل “ذئاب الجبل” الذي قدم من خلاله شخصية الرجل الصعيدي “علوان أبو البكري” التي لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، كما أنه لم يتمكن من استكمال دوره في الجزء الثاني من مسلسل “المال والبنون” الذي قام شقيقه “حمدي غيث” باستكماله.