أسرار الدور الإسرائيلي في الحرب الروسية الأوكرانية.. ولماذا تسعى للتهدئة؟

Uncategorized , Comments Disabled

منذ بداية الحرب الروسية على الجارة أوكرانيا ، في 28 فبراير/شباط الماضي وحتى يومنا هذا يزداد الأمر تعقداً في ساحة المعركة. فعلى العكس مما توقعه الكثير بأن المعركة ستكون خاطفة، وستستطيع روسيا فرض تسوية مناسبة على أوكرانيا لتحييدها وتغيير حكومتها، لكن هذا لم يحدث حتى الان.

الحرب التي خلقت ارتباكاً داخل مكاتب الساسة والدبلوماسيين، وكانت إسرائيل حاضرة وبقوة منذ اليوم الأول من الحرب عن طريق عدة وسائل دبلوماسية أبرزها كان زيارة رئيس الوزراء نفتالي بينت لموسكو في الأسبوع الأول من الحرب في محاولة للتوسط بين الطرفين وتهدئة الوضع قبل أن يتوجه إلى برلين ويجري اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما أُعلن عن اتصال هاتفي جديد بين بوتين وبينيت، والتقى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في لاتفيا.

وأخيراً ، عندما قام الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بزيارة إلى تركيا يوم الأربعاء الماضي حيث التقى نظيره رجب طيب إردوغان، كان ملف الحرب المشتعلة حاضرا في المناقشات بينهما.

بينما رحب الرئيس الأوكراني بوساطة إسرائيل بين بلاده وروسيا لكنه لم يخف إحباطه أيضاً.

لماذا تسعى إسرائيل للتهدئة في الحرب الروسية الأوكرانية ؟

أجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي على هذا السؤال في وقت سابق عندما طُرح عليه معللاً ذلك بأنه من قبيل الالتزام الأخلاقيللدولة العبرية في محاولتها وقف القتال في أوكرانيا. وأضاف أنه لن يتوسع أكثرفي محادثاته، لكنه أكد على مواصلة العمل دبلوماسيا “حسب الحاجة” مع الأطراف المعنية.وتابع: “حتى لو لم تكن الفرصة كبيرة لكن أرى أنه طالما هناك نافذة أمل صغيرة ولدينا إمكانية الوصول إلى جميع الأطراف. فمن واجبنا الأخلاقي بذل كل جهد ممكن”. وكان بينت قد غادر مكتبه يوم السبت لزيارة موسكو ، علما بأنها خطوة استثنائية ليهودي متدين لا يقوم بأي مهام رسمية السبت.

وسجلت الزيارة كأول زيارة لمسؤل أجنبي يزور موسكو من بعد اندلاع الحرب ، في دليل واضح على اهتمام تل أبيب الشديد بمستجدات الأمور .حيث تشعر اسرائيل بالقلق إزاء ما يجري في أوكرانيا فهناك ما لا يقل عن ربع مليون يهودي في أوكرانيا مؤهلون للحصول على الجنسية الإسرائيلية بموجب “قانون العودة”.

موقف إسرائيل من الحرب الروسية الأوكرانية وفشل سياسة الوقوف على الحياد.

سجلت إسرائيل حضورها في التعليق على الغزو الروسي في بيان رسمي لوزارة الخارجية،حيث أدان البيان ما وصفته بـ”الهجوم الروسي” على أوكرانيا ، بينما رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت امتنع عن استخدام عبارة الإدانة أو أي إشارة إلى روسيا حتى الآن.لم ينضم بينيت إلى دول غربية وخصوصا الولايات المتحدة حليفة إسرائيل، في إدانة الحرب مشددا في المقابل على العلاقات القوية مع كل من روسيا وأوكرانيا.مما تبين أن القيادة الإسرائيلية قررتإلى حد كبير عدم الانصياع لمقاربة الغرب تجاه روسيا. على سبيل المثال لم تنضم إلى الكثيرمن الدول التي فرضت عقوبات على موسكو.
وقد رفضت إسرائيل في وقت سابق طلب أوكرانيا بتزويدها بمنظومة “القُبة الحديدية”، المضادة للصواريخ، خشية على علاقتها مع روسيا. وأعتبرت أن مثل هذه المعدات كان من الممكن أن تضع إسرائيل في حالة أزمة شديدة مع موسكو .
كما أن إسرائيللم تؤيد نص بيان يدين روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. عارضت إسرائيل الحليف التاريخي لها.مما تسبب في موجة من الانتقادات داخل إسرائيل وتباين الآراء بين مؤيد ومعارض للخطوة الدبلوماسية. في النهاية انضمت إسرائيل إلى قائمة المنددين بموسكو في التوصيت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تواجه إسرائيل معضلة دبلوماسية-أمنية لا تواجهها أي دولة أخرى،هل ترضي الولايات المتحدة حليفتا ، ومن ناحية أخرى فإن الجيش الروسي موجود أيضا في سوريا ولها مصالحها المشتركة معها.
فالحرب لا تقبل القسمة على نصفين ، وضعت إسرائيل نفسها في موقف صعب ، كانت تريد المناورة وعدم الإنضمام إلى أي الفريقين ، مما قد يؤهلها إلى لعب دور الوساطة لكنها لم تُوفق في مساعيها .فجهود إسرائيل لتجنب الاصطفاف بشكل وثيق مع أي من الجانبين دفعت أوكرانيا للتعبير عن “خيبة أملها”، بينما استدعت روسيا سفير إسرائيل في موسكو أيضا، لمطالبته بتوضيح موقف دولته من الأحداث في أوكرانيا.
لم تكن تريد إسرائيل أن تضحي بعلاقتها الدافئة مع روسيا لتواجد العديد من المصالح الإستراتيجية بينهم، فروسياهي التي تسيطر على المجال الجوي فوق سوريا ، جار إٍسرائيل المسبب للمشاكل . فإسرائيل التي تستخدم المجال الجوي السوري لشن غارات جوية ضد وكلاء إيران الذين ينشطون على الحدود مما قد يسبب مشاكل لها.

من شأن الانحياز الإسرائيلي الصريح للموقف الأمريكي والغربي أن يكلف إسرائيل مخاطر أمنية شديدة سواء على جبهة المواجهة المفتوحة مع إيران في سوريا ولبنان، أو حتى على حدود إسرائيل الجنوبية مع قطاع غزة، لا سيما إذا ما اختارت موسكو أن ترد على إسرائيل في هذه الجبهات.

اقرأ أيضا

تداعيات الأزمة الأوكرانية على دول منطقتي شمال أفريقيا والشرق الأوسط


بحث

ADS

تابعنا

ADS