تحول ليل السعودية والكويت قبل منتصف السبت إلى نهار في عز العتمة، بعد أن اخترق نيزك أجواء البلدين، وظهر في فيديو ككتلة نار تهوي بسرعة أقلها 29 كيلومترا بالثانية، أو 104.400 بالساعة، تعادل ما يزيد عن ربع المسافة بين الأرض والقمر.
وظهر النيزك، بحسب شهود عاينوه، قريباً من أجواء مدينة “حفر الباطن” في الشمال الشرقي السعودي، كما في أجواء مدينة “الخفجي” المجاورة للحدود مع الكويت. كما شاهده سكان الجنوب الشرقي الكويتي، بلون مائل إلى الأزرق، وفقا لما ردده بعضهم في مواقع التواصل، وأحدهم ذكر أن “نوعه حجري، تحطم واحترق قبل وصوله إلى أديم الأرض، وهو أمر معتاد” كما قال.
ومع أن النيزك ظهر لمدة 3 ثوان في الفيديو المعروض، إلا أن شاهد عيان ذكر بأن سقوطه استمر 3 أضعاف هذه المدة القصيرة قبل أن يحترق ويتحول إلى رماد تناثر في الجو، وهو ما يحدث لمعظم النيازك عند سقوطها.
وذكرت “الجمعية الفلكية بجدة” في حسابها بموقع “فيسبوك” أن النيزك “تسبب في إضاءة سماء الليل في أجزاء من السعودية بتوهج أزرق” وشرحت أنه برغم كون هذه الشهب الساطعة دراماتيكية فإنه يمكن توقعها في هذا الوقت من العام تقريبا بالتزامن مع بدء موسم شهب “القيثاريات” الناشطة سنويا في هذا الوقت وهي تشتهر بإنتاج الكرات النارية.
وتدخل النيازك إلى الغلاف الجوي الخارجي للأرض بسرعة 40,000 إلى 257,000 كيلومترا بالساعة، وتتباطأ بسرعة لأنها تواجه الاحتكاك من سحب الهواء “ويولد هذا الاحتكاك كميات هائلة من الحرارة، ما يتسبب بتبخر النيزك أو احتراقه وتوهجه” وفقا للجمعية.
أما في سيرة النيازك الواردة في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، فإن ما يصل إلى جو الأرض منها سرعته 29 ألف كيلومتر بالثانية على الأقل كمعدل، أي 1740 كيلومترا بالدقيقة. وقد تصل السرعة إلى 71 كيلومترا بالثانية.