“رأفت الهجان.. ديفيد شارل سمحون”، من أشهر الأدوار التي جسدها الفنان محمود عبدالعزيز، من خلال أحداث مسلسل رأفت الهجان، الذي يعد ملحمة مهمة من ملف المخابرات المصرية، والذي جرى عرضه على مدار 3 أجزاء في أعوام 1988، 1990، 1992.
حقق محمود عبدالعزيز، نجاحًا كبيرًا في الشارع المصري الذي ارتبط وجدانيًا بمسلسل رأفت الهجان وجميع أبطاله، وحفظ أسماء شخصياتهم داخل هذه العمل الملحمي أبرزهم “محسن ممتاز، نديم هاشم، استر بولينسكي، سيرينا أهاروني”.
كواليس كثيرة صاحبت مسلسل رأفت الهجان، خلال فترة تحضيره من قبل المخرج يحيى العلمي، والكاتب صالح مرسي، منها عرض شخصية “رأفت أو ديفيد شارل سمحون” على الفنان عادل إمام قبل أن يذهب الدور إلى الفنان محمود عبدالعزيز، الأمر الذي تسبب في إحداث فجوة كبيرة في علاقتهما.
أسباب كثيرة ساهمت في عدم قيام الفنان عادل إمام بشخصية رأفت الهجان، منها نجاحه في شخصية جمعة الشوان، خلال أحداث مسلسل دموع في عيون وقحة، للمخرج يحيى العلمي، والكاتب صالح مرسي عام 1980، وبالتالي وجد صناع العمل صعوبة في أن يقوم الزعيم بهذا الدور بعدما ارتبط الجمهور به في شخصية “الشوان”.
ومن بين الأسباب أيضًا التي أعاقت حصول عادل إمام على بطولة مسلسل رأفت الهجان، رغم تحمسه الشديد له، هو غياب عنصر الشكل والملامح، في الوقت الذي كانت شخصية رأفت الهجان، تتطلب انتماءه لليهود وتمتعه بملامح غربية وبشرة فاتحة.
كما تضمنت الأسباب التي جعلت محمود عبدالعزيز يفوز بـ”رأفت الهجان”، اعتراض عادل إمام خلال جلسات التحضير التي جمعته بمخرج المسلسل يحيى العلمي، والكاتب صالح مرسي، بطريقة سرد الأحداث والتي بدأت بوفاة رأفت الهجان “ديفيد شارل سمحون”، وتأكيده أن ذلك بمثابة حرق التفاصيل للمشاهد في البداية، وهو ما قوبل بالرفض من قبل صناع المسلسل.
تحمس الفنان محمود عبدالعزيز، لشخصية رأفت الهجان، ومن فرط إعجابه بهذا العمل الملحمي لم يتفاوض في أجره، ولم يمل أي شروط، خصوصًا وأنه كان يعي أنه أمام عمل تاريخي سيزيد من رصيد الساحر لدى جمهوره.
بعد نجاح محمود عبدالعزيز وتربع مسلسل رأفت الهجان على قمة الأعمال الدرامية، حدث توتر في علاقته بالفنان عادل إمام، عندما كتبت الصحافة وقتها عن استبعاد الزعيم من العمل وإسناده للساحر الذي حقق نجاحًا مدويًا، وسادت قطيعة بين النجمين وخروج تصريحات من كلا الطرفين بأن دور رأفت الهجان عرض على كل منهما قبل الأخر، وبمرور السنوات عادت العلاقة بينهما تدريجيًا.
محمود عبد العزيز
وتحل اليوم السبت، 4 يونيو ذكرى ميلاد الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي يعتبر من أهم نجوم السينما المصرية على مدار تاريخها، ولد عام 1946 في حي الوردان بالإسكندرية، بدأ دراسته في مدارس الحي ليتابعه تخصصه الجامعي في كلية الزراعية جامعة الاسكندرية حيث حصل على ماجستير في تربية النحل.
سافر بعدها إلى الخارج، وعمل في عدة مهن أهمهما بيع الجرائد، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى.
بعد عودته اتجه الفنان محمود عبدالعزيز إلى مجال الفن حيث كانت بدايته عندما قدمه المخرج نور الدمرداش في مسلسل «الدوامة» مع محمود ياسين ونيللي عام 1973 وقدم بعد ذلك دور البطولة أمام النجمة نجوى إبراهيم وذلك في فيلم «حتى آخر العمر» والذي تم عرضه في عام 1975، وقدم عدة أفلام في السبعينات كانت تعتبر بمثابة إنتشار له في مجال السينما مثل الحفيد وطائر الليل الحزين، شفيقة ومتولي، عيب يا لولو يا لولو عيب…وغيرها من الأعمال.
برز وظهرت نجوميته في فترة الثمانينات في أفلام مثل العار، والكيف وسيداتي أنساتي، البرئ، الشقة من حق الزوجة، يا عزيزي كلنا لصوص، جري الوحوش وصولًا إلى فترة التسعينات حيث قدم أبرز أعماله السينمائية الكيت كات، وأفلام مثل البحر بيضحك ليه، الطوفان، النمس، سوق المتعة، وصولًا إلى فترة الألفينات حيث قدم فيلمان الساحر، إبراهيم الأبيض.
قدم للمسرح تجربتان، مسرحية خشب الورد عام 1987، مسرحية 727 عام 1993.
رحل عن عالمنا يوم 12 نوفمبر من عام 2016 بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 70 عاماً بعد ذلك اكتشف الأطباء وجود بعض الأورام السرطانية وسافر إلى فرنسا للعلاج ثم عاد إلى مصرولكن لم يمهله القدر وتوفى بعدها تاركاً تاريخ كبير من الأعمال السينمائية.