الكتابة عن زبيدة ثروت كأنك بتشاور على الشمس وتقول للناس دي هي الشمس، لأنه ببساطة مفيش حد لم تفتنه عيون زبيدة ثروت ومكنتش في فترة من الفترات فتاة أحلامه خاصة لو كان من جيل السبيعنات والتمانينات قبل ما تظهر نجمات تانية في الجيل اللي بعد كدا زي يسرا مثلا مع اختلاف التشبيه لأن مراحل تحول يسرا خلت الجيل دا ينسحب.
الجيل اللي كان بيستنى فيلم السهرة على القناة الأولى في التليفزيون و«بيزقطط» من الفرحة لو عرف إنه فيلم «يوم من عمري» لأنه هيشوف فيه رقة زبيدة ثروت ورمانسية عبد الحليم وخفة دم عبد السلام النابلسي في كوكتيل مضروب في الخلاط.
زبيدة ثروت اللي مرت على الشاشة في فيلم برضه لعبد الحليم وهو «دليلة» لمدة ثوان عدت فيها من قدام الكاميرا وكان أول مرة أصلا تمثل سينما بقت هي نجمة فيلم «يوم من عمري» اللي عاش في خيال الناس أكتر من أي أفلام تانية لعبد الحليم وفضلت أغنية «بأمر الحب» أيقونة لأجيال كتير.
زبيدة ثروت في فيلم «في بيتنا رجل» وكان قدام النجم العالمي عمر الشريف دا قبل ما يبقى «عالمي» طبعا وكان معاه اتنين من أروع الممثلين حسن يوسف ورشدي أباظة كانت فاكهة الفيلم، ولا تصلح نجمة تانية في سنوات إنتاج الفيلم دا تكون مكانها، يعني لا تتخيل فيلم «في بيتنا رجل» من غير زبيدة ثروت، اللي بتدفعها الأحداث إنها تكون بطلة لمغامرة مناضل بيحاول الهرب من البوليس السياسي، كان ممكن فاتن حمامة تؤدي الدور وبشكل جيد أو مريم فخر الدين أو غيرهما من حسناوات السينما، لكن الإقناع والروعة كلها كانت في اختيار زبيدة ثروت قطة السينما المصرية.
زبيدة ثروت واللي والدها كان ضابط، وأمها حفيدة السلطان حسين كامل، زبيدة هي ثاني شقيقاتها التوأم حكمت، وأخت لولدين «تؤام برضه» بداية دخولها عالم الشهرة والفن كان من خلال نجاحها في مسابقة «ملكة جمال الشرق» وهي مسابقة كانت بتنظمها مجلة الجيل ونجاح زبيدة ثروت كان بفارق خمسة آلاف صوت عن وصيفتها ودا رقم مهول في الوقت دا لأن التصويت كان من خلال جوابات بتتكتب وتتبعت بالبريد بترسل للجريدة يعني مش إيميل ولا فيس بوك ولا دوس لايك والكلام دا كان الموضوع مجهد، وبرضه فازت زبيدة ثروت في مسابقة «أجمل عشرة وجوه للسينما» التي أقامتها مجلة الكواكب المصرية، واختارها حسين حلمي المهندس لجمال عيونها ومثلت مع الفنان يحيى شاهين فيلم الملاك الصغير.
أول فيلم كان «دليلة» عام 1956، بعدها قدمت مجموعة كبيرة من الأفلام مثل «نساء في حياتي» مع رشدي أباظة وهند رستم إخراج فطين عبد الوهاب و«بنت 17» مع أحمد رمزي وزوزو ماضي و«شمس لا تغيب» مع كمال الشناوي إخراج حسين حلمي المهندس، وفيلم «زمان يا حب» مع فريد الأطرش «لا شيء يهم» عام 1968 مع نور الشريف إخراج حسين كمال و«زوجة غيورة جدا» مع حسن يوسف إخراج حلمي رفلة وفيلم «أنا وزوجتي والسكرتيرة» مع أحمد رمزي إخراج محمود ذو الفقار، «المذنبون» عام 1976 مع سهير رمزي وحسين فهمي إخراج سعيد مرزوق و«الحب الضائع» مع سعاد حسني ورشدي أباظة إخراج بركات.
زبيدة ثورت اتجوزت 4 مرات منهم ظباط في البحرية المصرية، واتنين مش مشهورين قوي لكن اللي كان أشهرهم المنتج صبحي فرحات ودا كان سوري وخلفت منه أربع بنات، وبعد اعتزالها الفن كانت قررت أنها تهاجر لأمريكا وتعيش هناك إلى الأبد وفعلا سافرت لكن الحال اتغير وبعد كام سنة رجعت تاني لمصر وقبل ما تموت كانت وصيتها إنها تندفن جنب عبد الحليم حافظ.