تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تمثال العالم الفرنسي شامبليون، واضعا قدمه فوق رأس الملك تحتمس الثالث، أحد أعظم ملوك المصريين القدماء، وصاحب أكثر فتوحات في التاريخ المصري القديم.
واطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة غاضبة «وقاحة من جامعة السوربون في فرنسا»، بسبب صورة تمثال شامبلوين الفرنسي الذي فك رموز حجر رشيد.
وأشاروا إلى أن التمثال متواجد في مدخل جامعة السوربون في باريس، معبرين عن غضبهم، ومطالبين بإزالته.
وقال الإعلامي محمد الباز، عبر برنامجه «آخر النهار»، إن تمثال شامبيليون موضوع بالفعل منذ 147 سنة، لافتًا إلى أن الجالية المصرية في فرنسا طالبت عام 2011 بإزالة التمثال، وهذا الأمر ليس بالجديد، وإنما تداول الصورة اظهر الغضب الشعبي مرة أخرى.
زاهي حواس
قال الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار وزير الاثار الأسبق، تعليقا على تمثال شامبليون المسيء للحضارة الفرعونية ويضع قدمه على رأس ملك فرعوني، إن الجانب الفرنسي لا يقصد إهانة الآثار المصرية بوضع قدمه على رأس الملك المصري ولكن هو مشهد مزري.
وأضاف زاهي حواس، في مداخلة هاتفية ببرنامج “حديث القاهرة”، مع الإعلامية كريمة عوض، على قناة القاهرة والناس، أنهم تحركوا منذ عام 2013 لإزالة هذا التمثال المسيء للحضارة المصرية القديمة من مكانه في فرنسا ولكن لم يتم استكمال المشوار، مشددا على ضرورة تحرك وزارة السياحة والاثار لإزالة التمثال.
وأشار زاهي حواس، إلى أن التمثال الذي يضع فيه شامبليون عليه قدمه هو تمثال لرمسيس الثاني أحد أهم ملوك الدولة المصرية القديمة، متابعا: “ممكن دلوقتي وزارة السياحة والآثار تقوم بالدور وتطالب الجانب الفرنسي وديا بأن تزيل هذا التمثال لأن هذا المشهد غير مقبول وإذا لم يمتثلوا ممكن نتخذ ضدهم إجراءات”.
يذكر أن الفنان الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي، نحت التمثال الرخامي الذي يصور شامبليون واقفًا بقدمه اليسرى على رأس فرعون مصري، عام 1875.
وتم عرضه في حديقة «Parc Egyptian» التي أنشأها عالم المصريات الفرنسي أوغست مارييت، وشارك في المعرض العالمي لعام 1877 الذي كان يحتفي آنذاك بنهاية الحرب بين فرنسا وبروسيا (ألمانيا اليوم).
وكان من المفترض في الأصل نقل التمثال إلى مسقط رأس شامبليون، لكن التمثال لم يجد الدعم المادي الكافي لذلك ظل منصوبًا في باريس.
وفي عام 1878، تم وضع التمثال في موقعه الحالي بساحة كوليج دو فرانس، أو الكلية الفرنسية Collège de France في وسط باريس، وهي أحد أهم مراكز التعليم العالي بالعاصمة.