سلط مسلسل سره الباتع الذي يعرض ضمن دراما رمضان 2023 الضوء على اكتشاف حجر رشيد، وهو من القطع الأثرية الهامة فى التاريخ المصرى القديم.
اكتشاف حجر رشيد
تعود قصة اكتشاف حجر رشيد عندما جاءت الحملة الفرنسية عام 1798م بقيادة نابليون بونابرت، واستمرت بالتقدم عبر مدينة رشيد، وعثر الضباط بيير فرانسوا بوشار على الحجر المصنوع من البازلت عام 1799م.
يوم 19 يوليو من عام 1799م، تم اكتشاف حجر رشيد بواسطة الضابط الفرنسى بيير فرانسوا بوشار، إبان الحملة الفرنسية على مصر، ويحمل نقوشا لنصوص هيروغليفية وديموطيقية ويونانية.
وبعد اكتشاف حجر رشيد تم الإعلان عن هذا الاكتشاف فى الصحيفة التى كانت تصدرها الحملة لمقاتليها، وسمى بحجر رشيد لأنه اكتشف بمدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل فى البحر المتوسط.
حجررشيد هو نصب من حجر الجرانودايوريت مع مرسوم صدر فى ممفيس، مصر، فى 196 قبل الميلاد نيابة عن الملك بطليموس الخامس، يظهر المرسوم فى ثلاثة نصوص: النص العلوى هو اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية المصرية، والجزء الأوسط نص الديموطيقية، والجزء الأدنى اليونانية القديمة، لأنه يقدم أساسا نفس النص فى جميع النصوص الثلاثة “مع بعض الاختلافات الطفيفة بينهم”، ليكون الحجر مفتاح الفهم الحديث للهيروغليفية المصرية.
ما هي مواصفات حجر رشيد
ويبلغ ارتفاع الحجر 113 سنتيمترًا، وعرضه 75 سنتيمترا وسمكه 27.5، والحجر منقوش عليه كتابة بثلاثة من اللغات القديمة وهى اللغة الهيروغليفية واللغة الديموطيقية أوالقبطية واللغة اليونانية، وقد نقشت الكتابات على هذا الحجر فى عهد الملك بطليموس الخامس.
ويضم حجر رشيد 14 سطرا باللغة الهيروغليفية و32 سطرا باللغة الديموطيقية و54 سطرا باليونانية.
ويرجع سبب كتابة نفس النص بثلاث لغات إلى أن الهيروغليفية كانت اللغة الدينية المقدسة متداولة في المعابد، واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية (العامية المصرية)، واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق.
وكان محتوى النص عبارة عن تمجيد لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة.
لم يستطيع علماء الآثار فى العالم أن يتوصلوا لفك رموز الحجر، حتى جاء سنة 1822، عندما أعلن العالم الفرنسى، جان فرنسوا شامبليون مسئول قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر، توصله لحل مسألة النقوش المكتوبة على الحجر، حيث اهتدى إلى الأشكال البيضاوية الموجودة فى النص الهيروغليفى، والتى تعرف بالخراطيس وتضم أسماء الملوك والملكات، وتمكن من مقارنة هذه الأسماء بالنص اليونانى من تمييز اسم بطليموس وكليوباترا وكانت هذه الحلقة التى أدت إلى فك رموز اللغة الهيروغليفية.
بوشار
عُيّن بوشار في يونيو عام 1799 في كتيبة لسلاح المهندسين في مدينة رشيد، بأوامر من شارل ماري بنيامين دوتبول (1772-1853)، ومهندس الكباري والطرق ميشال أنغ لانكريه (1774-1807)، على أن يكون الثلاثة تحت قيادة الجنرال منو، الذي اعتنق الإسلام وتزوج سيدة تدعى زبيدة، ابنة محمد البواب أحد أعيان المدينة، ولجأ منو إلى استخدام ثروة المدينة لترسيخ شعبيته بين الأهالي وتوطيد سلطته في الجيش.
كانت مدينة رشيد على موعد مع بوشار، في مساء يوم 19 يوليو/تموز 1799، عندما كلُف بمهام تشييد تحصينات دفاعية على ضفة النيل الغربية، وأمر عماله بإزالة أنقاض أساسات إحدى القلاع المصرية القديمة، قلعة قايتباي، التي يرجع بناؤها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، واكتشف رجاله كتلة حجرية من الجرانيت الأسود، يصل ارتفاعها إلى نحو متر، أما عرضها فهو 73 سنتيمترا، وسمكها 27 سنتيمترا.
كتلة حجرية لفتت انتباه بوشار للوهلة الأولى بنصوصها الثلاثة المتباينة، ربما استُخلصت من إحدى النصب المصرية القديمة لاتخاذها مادة للبناء، وأمر باستخراجها بعناية فائقة، وأُحيط علما بذلك لانكريه، الذي أسرع وكتب إلى المجمع العلمي في القاهرة يخبرهم بالكشف “الثمين”.
المثير في الأمر ليس صدفة اكتشاف الحجر ذاته، بل للأهمية العلمية التي أعزاها حدس بوشار إليه منذ اللحظة الأولى، فمنذ ذلك الوقت شعر الضابط الشاب أنه وضع يده على “كنز لا يقدر بثمن”.
فرنسا تتذكر بوشار
ولد بيير-فرانسوا بوشار في مدينة أورجوليه، بمنطقة بوروغوني-فرانس كومتيه، جنوب شرقي فرنسا، عام 1771، في قرية تقع على مرتفعات إقليم جورا.
سره الباتع تقدمه شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، للمخرج الكبير خالد يوسف، وبطولة الفنان خالد الصاوى والفنان أحمد السعدنى والفنان أحمد فهمى والفنانة حنان مطاوع.