يبدو أنه لا يجب الخلط بين الفكاهة والسياسة وإلا ستكون العواقب وخيمة وهذا ما حدث مع تغريدة ابن الرئيس الأوغندي الجنرال موهوزي كايبينروجابا قائد القوات البرية الأوغندية، التي نشرها طالباً الزواج من المرشحة الأبرز لرئاسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، حيث لم تمر مرور الكرام.
فبعد البلبلة الكبيرة التي أثارتها التغريدة وما جاء فيها من كلام ينذر بتصعيد دبلوماسي كبير، أقال الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، نجله من قيادة قوات المشاة في البلاد.
تعود الحكاية لتغريدة نشرها الجنرال المثير للجدل في البلاد والمرشح الأبرز لخلافة والده، طلب فيها الزواج من ميلوني مقابل مهر 100 بقرة من أفضل الأنواع، وهي فصيلة “نكور” .
وكشف القائد العسكري الأوغندي في عرض الزواج الأغرب، أنه عيّن صديقيه السفير الإيطالي لدى أوغندا ماسي ماتسانتي وسيطا للزواج، مضيفاً أنه سوف يتفاوض في مهر العروس.
كما هدد في تغريدة لاحقة بغزو إيطاليا من أجل محو الإهانة التي ستلحق به حال رفضت العروس العرض، إلا أنه عاد وحذفها لاحقاً لتجنب أي صدام دبلوماسي، في حين أبقى على تغريدات عرض الزواج.
ولاقت التغريدات التي انتشرت على نطاق واسع في إيطاليا، غضباً واسعاً في الأوساط الأوغندية التي اعتبرها غير لائقة بحق مسؤولة هي الأفر حظاً وفق الآراء لرئاسة حكومة دولة صديقة، وترحاب من جانب المعارضين لليمين الفاشي الذي تنتمي إليه رئيسة وزراء إيطاليا المقبلة.
وبعد هذا التصرف الذي تفاعل معه آلاف المغردين في العالم، أصدر الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، أمراً أقال فيه نجله على الفور، في خطوة قد توفّر غضب الشارع وتمنع أي اصطدام دبلوماسي محتمل.
في حين دافع بعض أنصار كينيروغابا عنه مبررين تغريداته بأنها محاولات للفكاهة ولا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد.
إلا أن كثيرين غيرهم رأوا أن المشكلة أكبر، خصوصا وأن دستور البلاد يمنع من الانخراط في السياسة الحزبية ويشير آخرون إلى أن أي جندي آخر كان سيحاكم عسكريا لو غرد بنفس الطريقة، وفقاً لما أفاد به تقرير نشرته صحيفة “الغارديان”.
يذكر أن هذه لم تكن التغريدة الوحيدة التي تثير جدلاً في البلاد، فالجنرال المقال يلقّب عادة بـ”الجنرال المغرد في أوغندا”، وذلك لكثرة تغريداته على موقع تويتر، خصوصاً في الأشهر الأخيرة والتي تسببت بغضب بعض الأوغنديين الذين يرون أنها متكررة واستفزازية وخطيرة أيضاً في بعض الأحيان.
فتارة غرّد لدعم متمردي تيغراي الذين يقاتلون القوات الفيدرالية الإثيوبية، وطوراً أعرب عن دعمه للمتمردين العنيفين الذين يقاتلون في شرق الكونغو.
كما زعم مرة أن جميع الأفارقة دعموا روسيا في حربها في أوكرانيا، ورأى حينا آخر أنه لن يستغرق الأمر منه ومن جيشه إلا أسبوعين للاستيلاء على نيروبي، وهدد أيضاً بالسيطرة على العاصمة الكينية!
أما جيورجيا ميلوني، فقد فاز حزبها “فراتيلي ديتاليا”، في حدث غير مسبوق منذ العام 1945، بالانتخابات التشريعية الأسبوع الماضي، في إيطاليا.
وحصل على ما يتراوح بين 22 و26% من الأصوات، لتكون بذلك ميلوني الأوفر حظاً برئاسة الحكومة الإيطالية وفق الاستطلاعات.