قالت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية، أن قطر تراجعت عن اتفاق بينها وبين قادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بالعمل على إعادة ترميم وبناء المنازل التي دمرت وتضررت خلال العدوان الأخير في أغسطس/ آب الماضي، ما أثار غضب حركة الجهاد الإسلامي.
وبحسب زعم الصحيفةـ، فإن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قد وعد قادة الفصائل وخاصة زياد النخالة أمين عام الجهاد الإسلامي خلال محادثات وقف إطلاق النار حينها، بالعمل على إعادة بناء تلك المنازل، إلا أنه حتى الآن لم يتم تحويل أي أموال.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية لم تحددها قولها أن السفير القطري محمد العمادي خلال زيارته الأسبوع الماضي لقطاع غزة، أبلغ حماس أنه يسحب يده من تمويل المنازل التي تضررت خلال في التصعيد الأخير، وقال “لن نتدخل في هذا”، ونقلت حماس الرسالة إلى حركة الجهاد الإسلامي التي شعرت بغضب شديد واعتبرت ما جرى “خيانة من قطر” وأن العمادي “كذب عليهم” بعدما تلقت الحركة وعودًا بشأن إعادة الإعمار، وفق ما جاء في الصحيفة.
وقد تم تم تدمير 90 منزلًا، وتضرر نحو 200 آخر جزئيًا، وقدمت حركة الجهاد الإسلامي مساعدات مالية محدودة لأصحابها، إلا أنها لا تملك القدرة على دفع ثمن إعادة بنائها. وبحسب الصحيفةـ، فإن قطر لا زالت تنقل الأموال للأسر الفقيرة بغزة،ـ وملتزمة بحماس ولكن ليس الجهاد، وكحليف لحماس لا تهتم بالتعامل مع المشاكل التي تفعلها حماس، لكنها لا تريد لها المشاركة في الحروب التي تخوضها منظمات أخرى في غزة، في حين أن الحركة التي تسيطر على القطاع، تريد من الجهاد أن يتحمل مسؤولية ما فعله.
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية اعلن الجمعة 12 اغسطس 2022 عن أن دولة قطر تعهدت بإعادة إعمار البيوت المهدمة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وبحسب بيان صادر عن مكتب هنية، فإن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أبلغ زعيم حركة حماس بالموافقة على إعادة إعمار البيوت المهدمة. وأعرب هنية، وفق البيان، “عن بالغ تقديره لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا على هذا الموقف النبيل، الذي يضاف إلى سجلها المشرف في إعادة إعمار قطاع غزة عبر اللجنة القطرية لإعادة الإعمار برئاسة سعادة السفير محمد العمادي”.
وكان وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان بغزة ناجي سرحان قد قال في وقت سابق إن الحرب الأخيرة تسبب في هدم 18 وحدة سكنية بشكل كلي، وتعرّضِ 71 وحدة سكنية لهدم بليغ وأصبحت غير صالحة للسكن، في حين أن الأضرار الجزئية أصابت نحو 1675 وحدة سكنية. كما أدت الحرب لاستشهاد 49 فلسطينيا بينهم 17 طفلا، في وقت أصيب فيه 360 فردا آخرين بجراح مختلفة، وفق إحصائية رسمية لوزارة الصحة في القطاع.
حماس وقطر توتر في العلاقات بسبب عدم الاستقرار الأمني
تناقلت وسائل اعلام عدة عن توتر بدأ بين قيادة حركة حماس ودولة قطر في الفترة الماضية، وان قطر هددت الحركة باغلاق مكتبها في قطر ووقف المساعدات. اولا يخفى على أحد الدول التي تضغط على قطر بسبب ملف حماس حاليا تركز على أن حماس على صلة بجماعة الإخوان المسلمين التي باتت هدفا للسعودية والإمارات ن بالاضافة إلى عدم الاستقرار الأمني في غزة والاضطرابات الأمنية والاحتكاكات مع إسرائيل مما قد يدفع لإشتعال حرب جديدة .
وتمر العلاقات بين حماس وحليفها الأكبر في المنطقة النظام القطري، بأسوأ رغم من محاولات الأولى التستر على التوتر والخلافات المتصاعدة بين الجانبَين على خلفية مواقف سياسية ، ومشروعات اقتصادية حيوية تنفذها الدوحة في قطاع غزة.وتوترت العلاقات ، بعد معلومات عن قرار قطري رسمي بتقليص المدفوعات التي تُخصّص لشراء الوقود لتشغيل شركة الكهرباء في غزة إلى النصف في وقت أشعل فيه رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة السفير محمد العمادي، غضب الفلسطينيين بتصريحات وُصِفت بـ”الصادمة” عن المصالحة وإعمار غزة والتبادل التجاري مع مصر، في الشهر الماضي.
وكان من الخلافات المالية بين حماس وقطر، إلغاء مشروع زراعي كان من المقرر تنفيذه في قطاع غزة، ووَفق الخطة حسب ما كشفت عنها الإذاعة الإسرائيلية، فإن حماس خصّصت أرضاً في قطاع غزة، لإقامة مزرعة في غزة، على أن يستثمر العمادي أموالاً قطرية في تنفيذها، إلا أن خلافاً مالياً بين المندوب القطري العمادي وحماس أدّى إلى إلغاء المشروع.
يعد الدور القطري في قطاع غزة سياسي وموجه وله أهداف خفية كثيرة ومتشعبة، والهجوم على الأطراف المصرية والفلسطينية وامتداح العلاقات مع إسرائيل، ما هي إلا بداية لكشف هدف الدور القطري على الساحة الفلسطينية، ورفع الستار عن كل ما يُخفى حول هذا التحرُّك ، حيث قطر تريد أن تبرئ نفسها مما آلت إليه الأمور من تكريس للانقسام وإفشال وتسخيف للمقاومة ورهن مستقبل قطاع غزة بالأموال القطرية، وتريد تحميل أطراف أخرى المسؤولية، مثل السلطة الفلسطينية .