كشف الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن سؤال الحلقة السابعة من مسابقة برنامج «وفوق كل ذي علم عليم»، برعاية مؤسسة أبوالعينين للشؤون الاجتماعية والخيرية.
وجاء السؤال عن ما اسم المدينة التي تبعد عن القدس 65 كيلو متر ا واهتم بها صلاح الدين الأيوبي كثيرا وكان بها رأس سيدنا الحسين
وجاءت الاختيارات (يافا – حيفا- عسقلان)
مدينة عسقلان
كانت مدينة عسقلان (المجدل) على مدى تاريخها الطويل ذات شأن اقتصادي كونها ميناء بحريا، ونظرا لموقعها الاستراتيجي القريب من غزة ومصر ومواجهتها للقادمين من البحر تجارا وغزاة، فقد كانت منذ القدم محطة هامة من سلسلة المحطات الممتدة على طول السهل الساحلي الفلسطيني، حيث اعتادت القوافل التجارية والحملات العسكرية المرور بها للراحة والتزود بالمؤن.
وتقع عسقلان جنوب فلسطين التاريخية، على ساحل البحر المتوسط، على بعد 65 كلم غربي القدس، وخلال التاريخ القديم كانت عسقلان عبارة عن قرية تُسمى “المجدل”. والمجدل كلمة آرامية بمعنى البرج والقلعة والمكان العالي المشرف، وهي بلدة كنعانية قديمة كانت تسمى “مجدل جاد” وجاد هو إله الحظ عند الكنعانيين.
وتعد عسقلان واحدة من أقدم مدن العالم وفقا لما عثر عليه في الحفريات الآثارية التي قام بها لورنس ستاغهار من جامعة هارفرد الأمريكية عام 1985 الذي أكد أن أول من أسس المدينة كان العرب الكنعانيون في العام 3000 قبل الميلاد تقريبا. وقد عثر على بقايا المدينة الكنعانية في عمق 15 مترا، وقدر عدد سكان المدينة في ذلك الحين بنحو 15 ألف نسمة، وأن المدينة كانت محاطة بسور عريض.
في عام 1150 قبل الميلاد سكن الفلسطينيون القدماء المدينة قادمين من جزر البحر الأبيض المتوسط وجعلوها أحد أهم مراكزهم. وتذكر المدينة في العهد القديم (التوراة) كمركز فلسطيني كبير.
وفي عام 604 قبل الميلاد احتلت الإمبراطورية البابلية برئاسة نبوخذ نصر المدينة من الفلسطينيين، وباقي بلاد الفلسطينيين حيث قام الجيش البابلي بإحراق المدينة وأجلى سكانها.
لكن ما لبثت المدينة أن عادت إلى الحياة في القرن الثالث قبل الميلاد في العهد الهيليني، وأصبحت ميناء كبيرا. واحتل الملك اليهودي الحشموني إسكندر يناي محيط المدينة ولكن المدينة نفسها بقيت مستقلة من ناحية إدارية وثقافية.
فتحت المدينة في العهد الإسلامي على يد القائد عمرو بن العاص، وقال عبد الله بن عمر بن الخطاب: “لكل شي ذروة، وذروة الشام عسقلان”.
رأس سيدنا الحسين
ووفقا للعديد من المصادر الإسلامية الشيعية، فإن رأس الحسين بن علي بن أبي طالب، دفن في عسقلان ونقل ضريحه إلى مزار جديد في الفسطاط في مصر، اسمه “مشهد الإمام حسين” عام 1153 وقت الغزو الفرنجي لعسقلان، وبقي ضريح الحسين موجودا في عسقلان وكان عبارة عن مقام كبير على قمة تلة.
وفي عام 1950 بعد عامين على النكبة الفلسطينية، دمر الضريح بناء على تعليمات وزير الحرب الإسرائيلي موشيه ديان، في محاولة لمحو المواقع التاريخية للمدينة.
صلاح الدين الأيوبي
وبعد أن وقعت المدينة تحت حكم الفرنجة، قام القائد صلاح الدين الأيوبي بتحريرها عام 1187 من الصليبيين مع باقي فلسطين، ولكنهم عادوا واحتلوها مرة ثانية على يد ريتشارد قلب الأسد عام 1192 بعد سقوط عكا بأيديهم.
إلا أن صلاح الدين قبل انسحابه من المدينة أمر واليها بهدم المدينة وسورها حتى لا تكون حصنا للفرنجة يقطع الطريق بين مصر والشام. وفي عام 1247 استطاع العرب استعادة عسقلان في فترة حكم الصالح أيوب.
وبدأ نجم عسقلان في الأفول إلى أن دمرت نهائيا عام 1270 على يد السلطان الظاهر بيبرس، لتسلم الدور التاريخي إلى المجدل التي تقع على بعد 6 كلم إلى الشمال الشرقي منها.
وبدأت المجدل في التوسع أواخر العهد العثماني وبداية الانتداب البريطاني وقد شهدت أحداثا وطنية عززت من مكانتها كمدينة متطلعة إلى المستقبل. ودخلتها القوات البريطانية عام 1917.
وقامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم المدينة وتشريد أهلها البالغ عددهم نحو 11 ألف نسمة في حرب أيار/ مايو عام 1948 وبلغ مجموع اللاجئين من هذه المدينة في عام 1996 حوالي 70 ألفا، وأقام الاحتلال على أراضيها مدينة “أشكلون”.