نشرت الرئاسة التونسية في صفحتها على موقع “فيسبوك”، مساء الإثنين، تسجيل فيديو ظهر فيه الرئيس قيس سعيّد مجتمعا برئيسة الحكومة نجلاء بودن، في لقاء ندّد خلاله بـ”جنون” التكّهنات، التي سرت حول وضعه الصحّي بعدما غاب نحو أسبوعين عن أيّ نشاط علني.
وكانت جبهة الخلاص الوطني، تحالف المعارضة الرئيسي في البلاد، دعت الحكومة صباح الإثنين إلى الكشف عن أسباب “غياب” سعيّد، البالغ من العمر 65 عاما، عن المشهد السياسي في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى تقارير بشأن “أسباب صحيّة”.
وفي تسجيل الفيديو الذي نشرته الرئاسة قال سعيّد إنّ من يتحدّثون عن شغور أو تعذّر مؤقّت “لا يثيرون إلا الازدراء والاحتقار”، مؤكّدا أنّ هؤلاء “يحاولون اختلاق الأزمات”.
وأضاف أنّ خصومه “بلغوا درجة من درجات الجنون التي لم نعرفها في تونس من قبل”، مبينًا أنه قد “غاب رئيس الجمهورية يومين أو ثلاثة” فباتت هناك مشكلة، كما تطرق إلى تداول البعض “شهادة وفاة” الرئيس.
ولم يقم الرئيس بأي نشاط علني منذُ مساء الـ22 من شهر مارس الماضي، وفق صفحة الرئاسة على موقع “فيسبوك”، قناة الاتصال الرسمية الوحيدة، ما أثار تكهنات على مواقع التواصل الاجتماعي حول احتمال معاناته من مشاكل صحيّة.
وكان رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي قال في مؤتمر صحفي “نطالب الحكومة بأن تواجه الرأي العام وتواجه الشعب وتقول هل هناك أسباب صحيّة جعلت الرئيس يتغيّب عن الأنظار”.
وطالب الشابي السلطات أيضا، بكشف “طبيعة هذه الأسباب الصحيّة” إن وجدت، مضيفًا “بلغنا خبر توعك صحته منذ اليوم الأول لكنّنا قرّرنا التريث”.
وتابع الشابي أنه في حال حدوث فراغ مؤقت في السلطة، فإنه يجب على رئيسة الحكومة نجلاء بودن تسيير شؤون البلد على النحو المنصوص عليه في الدستور.
لكن في حال وجود شغور دائم جراء وفاة أو مرض خطير يحول دون قدرة الرئيس على قيادة البلد، فإن تونس ستواجه “فراغا خطيرا” نظرا لعدم تشكيل المحكمة الدستورية حتى الآن، حسب قوله.
وبموجب أحكام الدستور الجديد الصادر في صيف 2022، يجب أن يتولّى رئيس المحكمة الدستورية رئاسة الدولة في حال عجز الرئيس حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة.