تحل اليوم 16 ابريل ذكرى وفاة الفنان المصري خفيف الظل الضيف أحمد، الذى رحل يوم 16 إبريل عام 1970 عن عمر 33 عاما، ورغم مشواره الفنى القصير لكن مازالت أعماله عالقة فى أذهان المشاهدين، خاصة أدواره واسكتشاته مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح.
وصف الكاتب صلاح حافظ الفنان الضيف أحمد بعازف كمان الكوميديا، كما أنه ارتبط بعلاقة صداقة مع الزعيم عادل إمام قبل بداية احتراف الفن، وهو ما أكده الزعيم فى برنامج تلفزيونى قديم مع الإعلامية القديرة سهير شلبى، الذى قال: “بدايتى الفنية كانت فى نفس بداية الضيف أحمد، معرفتى به كانت تسبق مرحلة احتراف الفن من خلال مرحلة الجامعة”.
وأضاف الزعيم: “الضيف أحمد كان من خيرة المثقفين بين شباب الجامعة، ناس كتير ماتعرفش أنه شاب مثقف جدا بحكم دراسته فى كلية الأداب قسم الإنجليزى، وكان قارئا ومطلعا جيدا للأدب الإنجليزى بشكل عجيب، وأيضا كان لديه حس درامى عالى وثقافته المسرحية، كان أوضح فى الجامعة أكثر من مستوى الاحتراف”.
وتابع الزعيم: “أعتقد وأجزم أن الضيف أحمد هو صاحب فكرة تكوين فرقة ثلاثى أضواء المسرح”، مؤكدا أنه يشتبه مع الضيف أحمد فى الأدوار الكوميدية والتراجيدية، لكنه بدأ حياته كوميديان وانتهى كذلك كوميديان.
ولد الضيف أحمد فى مركز تمى الأمديد بمحافظة الدقهلية يوم 12 ديسمبر عام 1936، واسمه بالكامل الضيف أحمد الضيف، بعد حصوله على الثانوية العامة ظهرت مواهبه التمثيلية ثم التحق بفرقة “ساعة لقلبك” وفرق “شباب الجامعة” بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وفى عام 1960 حصل على ليسانس الآداب فى الفلسفة والاجتماع.
الضيف أحمد
الفنان الضيف أحمد من مواليد 12 فبراير 1936، ولد في مدينة تمى الأمديد بالدقهلية، واسمه بالكامل الضيف أحمد الضيف.
كانت انطلاقة الضيف أحمد الحقيقية فى الجامعة، وظهرت موهبته فى التمثيل، بينما كان يؤدى أحد الأدوار على خشبة المسرح، رآه الفنان، فؤاد المُهندس، فيما كان يُتابع نشاط المسرح الجامعي ونشاط الهواة، وبرع الضيف أحمد في مسرحية «كرامازوف»، ومن بعدها تم اختياره للمُشاركة في مسرحية «أنا وهو وهي»، من بطولة فؤاد المُهندس وشويكار.
ثلاثى أضواء المسرح
لم يعرف الشهرة الفنية الحقيقية سوى بعد تكوينه لفرقة «ثلاثى أضواء المسرح» التى قدمت العديد من الأعمال الفنية والاسكتشات غنائية ومسرحيات كوميدية أشهرها «طبيخ الملائكة» و«زيارة غرامية» و«الرجل اللى جوز مراته» التى أخرجها للفرقة.
كان الضيف أحمد، هو قائد فرقة «ثلاثي أضواء المسرح»، بالإشتراك مع الفنانين الراحلين جورج سيدهم وسمير غانم، وكان يميل إلى الإخراج أكثر من التمثيل، كما أنها كان العقل المدبر لخروج مسرحيات الفرقة.
وجاءت تسمية الفرقة بـ «ثلاثي أضواء المسرح» بعدما أعجب بأدائها المخرج محمد سالم، عقب ظهورها في التليفزيون المصري ببرنامج «مع الناس» ليأخذهم للمشاركة في برنامجه «أضواء المسرح»، وأطلق عليهم الاسم الجديد، ويذيع صيت الفرقة الجديدة وتحقق نجاحا كبيرا.
كان الضيف أحمد قبل وفاته يخرج رواية «كل واحد وله عفريت»، وقدمها في صورة مسرحية كوميدية بعنوان «الراجل اللي جوز مراته»، وفي ذلك الوقت كان يصمم على حضور جميع أعضاء الفرقة بروفات المسرحية.
وفي الرابعة صباحًا بعد أمسية انتهى خلالها الضيف أحمد من إجراء بروفة علي خشبة المسرح، جسَد فيها شخصية رجلٌ ميت، وهو آخر مشهد في مسرحية «الراجل اللي جوز مراته»، من إخراجه وتمثيله.
وبعدما انتهى من بروفة الموت، توجه إلى منزله، ليواجه مشهده الأخير في الحياة، حيث شعر بضيق تنفس وإجهاد شديد، وطلبت زوجته الطبيب على الفور لكنه لم يصل، ليفارق الضيف أحمد عالمنا.
ومثلما كان الضيف أحمد أخر المنضمين لفرقة ثلاثي أضواء المسرح لتقدم عبر سنوات طويلة عروض فنية مختلفة، كان أيضًا أول الراحلين عنها، إذ توفي في 16 أبريل عام 1970، مخلفا ورائه حالة حزن شديدة.