عرض مواقع إخبارية الدراسة الفريدة من نوعها على مستوى الوطن العربى، للفقيه المصرى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المصرى المتخصص علمياً فى تاريخ أنظمة الحكم فى مصر القديمة وتراث الشعوب، بعنوان “مسئولية شبكة نتفليكس أمام القضاء الأمريكى بتعويض مصر عن تزييف تاريخها القديم للملكة كليوباترا، دراسة فى ضوء المعايير الأمريكية المهنية والأخلاقية عن الأفلام الوثائقية ” وهو موضوع حديث الساعة ويحتل المرتبة الأولى عالمياً نظرا لما ستعرضه شبكة نتفليكس “Netflix” 10 مايو 2023 لفيلم وثائقى باسم “QUEEN CLEOPATRA ” الملكة كليوباترا، يتضمن مغالطات تاريخية وظهورها سوداء، يكشف فيه الفقيه المصرى عن مفاجاَت وقضايا خطيرة تخص شبكة نتفليكس بالأدلة الأمريكية، وحقوق مصر تجاهها فى التعويض، وسوف نعرض للجزء الثالث من تلك الدراسة الخطيرة فيما يلي.
يقول الدكتور محمد خفاجى أن القضاء الأمريكى لا يرحم فى جرائم الإنترنت، ويصدر أحكاماً مشددة بالتعويض بمبالغ مالية ضخمة بملايين الدولارات فى حالة خرق القوانين الفيدرالية، وأيضا القوانين المحلية الخاصة بالولاية ذاتها الواقع فى دائرتها الجريمة الإلكترونية خاصة تلك المتعلقة بالاحتيال، ويكفى للدلالة على ذلك أن أمريكا خسرت فى مجال جرائم الإنترنت مبالغ ضخمة كما ورد فى أحدث تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي، بأن أمريكا خسرت فى مجال جرائم الإنترنت 10.3 مليار دولار عام 2022 بسبب الاحتيال عبر الإنترنت مع تصاعد عمليات الاحتيال بكافة أشكاله السيبرالية، وأصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تقريراً عن جرائم الإنترنت، وكشف عن أهم أنواع الجرائم الإلكترونية التي تواجهها الشبكات الأمريكية، وجهود المكتب لمكافحة التهديدات المتزايدة، فضلاً عن عما ورد بالمعلومات المقدمة إلى مركز شكاوى جرائم الإنترنت (IC3) وهو منظمة أمنية وطنية مسئولة عن إنفاذ القانون وأشارت تلك المعلومات إلى زيادة متوقعة للخسائر المحتملة.
ويضيف الدكتور خفاجى أنه فى عام 2021 خسرت أمريكا فى مجال جرائم الإنترنت 6.9 مليار دولار فى عام واحد 2021 منها 200 مليوم دولار لولاية كاليفورنيا وحدها الكائن بها مقر نتفليكس التى تقع فى مدينة ” لوس غاتوس” إحدى مدن مقاطعة ” سانتا كارلا ” بولاية كاليفورنيا وشكلها القانونى شركة عمومية محدودة، ومصر تستحق تعويضاً ضخماً من شبكة نتفليكس وصناع فليم كليوباترا حال التقاضى أمام القضاء الأمريكى عن تزوير تاريخها القديم لأن الضرر جسيم بحضارتها التليدة وتراثها الإنسانى.
وقد تسببت الجرائم الإلكترونية بالولايات المتحدة الأمريكية في كل تلك الخسائر مما يعنى الارتفاع التاريخي في جرائم الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية وفقًا لتقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي السنوي (FBI) مما كان له تأثيره الضار على مجموعة واسعة من الصناعات ومنها صناعة الأفلام الوثائقية بالإضافة إلى عامة الناس فى أمريكا.
ثانياً: مصر تستحق تعويضاً ضخماً من نتفليكس “Netflix”وصناع الفيلم لأن الضرر جسيم بحضارة تليدة — الشبكة نسبت حضارة الشعب المصرى لشعب أخر خلافاً للحقيقة “روح التاريخ”
يقول الدكتور خفاجى أن مصر تستحق تعويضاً ضخماً من نتفليكس “Netflix”وصناع الفيلم لأن الضرر جسيم بحضارة تليدة، ولأن الشبكة نسبت حضارة الشعب المصرى لشعب أخر ولو فى الخيال خلافاً للحقيقة “روح التاريخ”، وأن ومقدار التعويض الذى يحدده القضاء الأمريكى يتوقف على عنصرين: الأول مقدار الخسارة التى لحقت بالأمة المصرية التى تم تزوير تراثها، والثانى مقدار الأرباح التى حصلت عليها الشبكة من بثها للفيلم الوثائقى المزور للحقائق حول العالم.
ويوضح الدكتور خفاجى إن التاريخ هو ذاكرة جماعية للأمة للأحداث التاريخية الماضية المؤثرة فى كيانها، والتاريخ بهذه المثابة يساعد على ربط الماضي بالحاضر فضلاً عن غرس الشعور بالهوية والفخر في نفوس المواطنين خاصة الشباب، والتاريخ هو القوة التى تمنحنا الشعور بالوجود، وعلى حد تعبير المؤرخ الأمريكي الشهير ليستر دي ستيفنز ” إن التاريخ يزودنا بشعور من الوجود، من نحن، سواء بشكل فردي أو جماعي “.وهذا التاريخ المصرى القديم هو ما أهدرته شبكة نتفليكس وصناع فيلم كليوباترا معاً.
ويشير يجب على أي فيلم وثائقى يتناول حضارة أمة من الأمم فى ماضيها السحيق أن ينقل الحقيقة، ولا شيء أخر سوى الحقيقة حول أهم الشخصيات أو الأحداث التى يراها صناع الفيلم جديرة بالعرض على أنها هامة، وذلك بناءً على مصادر مؤرخة وموثوقة، لتكون وفقاً للحقيقة لأن الحقيقة هي روح التاريخ ومراَته الصادقة.
الأخطاء والأضرار
ويضيف الدكتور خفاجى الرأى عندى أن شبكة نتفليكس “Netflix”الأمريكية وصناع فيلم كليوباترا قد ارتكبوا أخطاء جسيمة تمثلت فى تزييف التاريخ المصرى القديم خلافاً للحقائق وإيهام جمهور المشاهدين حول العالم عن طريق التضليل لتزييف الأحدث التاريخية وعرق أهم ملكة مصرية فى التاريخ الإنسانى كليوباترا التى أصبحت واحدة من أقوى الحكام في عصرها ماهرة اللغات، قائدة بحرية، خبيرة التنظيم الإدارى، اَمنت بالديانة المصرية، حتى تم تعبدها في مصر لأكثر من 400 عام بعد وفاتها ومازال العالم مهووس بها بعد مضى أكثر من ألفى عام، مرتكبين جريمة التنميط والتلاعب العرقي وهى أهم قضية في السياسة المعاصرة، إذ قاموا بإخفاء الحقيقة حول تاريخ أمتنا المصرية القديمة فى عصر مصر البطلمية، ثم قاموا بتحريف الحقيقة وتزييفها سعياً وراء مصالحهم الذاتية، ومن ثم تكون شبكة نتفليكس قد أضرت بحضارة الشعب المصرى ونسبته لشعب أخر وسواء وثائقياً أو خيالاً، خلافاً للحقائق الثابتة تاريخياً وتلك التى استقر عليها جمهرة علماء المصريات والتاريخ والاَثار حول العالم ومنهم علماء ومكشتفين بأمريكا ذاتها وألمانيا وانجلترا وفرنسا والنمسا وإيطاليا ليس المجال هنا لبيانها أو سردها، وإنما مكانها الطبيعى افراغها فى صحيفة إجراءات التقاضى بأمريكا لمن يهمه الأمر فى بلادنا.
وقد ترتب على تزييف الحقيقة فيما تضمنه الإعلان التمهيدى عن الفيلم وفيما يتعلق بأصل الملكة كليوباترا والادعاء كذباً أنها إفريقية حال كونها إغريقية ومقدونية الأصل ومصرية النشأة والانتماء مما رتب أضراراً جسيمة لحقت بحضارة دولة عريقة فى النشأة والتنظيم مثل مصر، وأصاب الشعب المصرى بأكمله بأضرار نالت من كيان أمته القديمة وملوكها للنيل من حضارته وتراثه الذى هو ملك للأجيال السابقة والمعاصرة واللاحقة ومصر تستحق تعويضاً ضخماً من القضاء الأمريكي إذا ما تم اللجوء إليه جبراً لجسامة الأضرار التى لحقت بتاريخ الأمة المصرية ولكل حادث حديث.
ونعرض غدا للجزء الرابع من تلك الدراسة المتفردة فى الوطن العربى للقاضى المصرى الدكتور محمد خفاجى عن مسئولية نتفليكس “Netflix”أمام القضاء الأمريكى ومفاجاَته.