تعرضت سفينة أدريانا، التي كانت تقل نحو 750 مهاجرًا من مصر وسوريا وباكستان، للغرق قبالة سواحل اليونان في ليلة 13-14 يونيو الجاري، بعد أن انطلقت من مدينة طبرق الليبية باتجاه إيطاليا، وقد تم إنقاذ 104 أشخاص فقط من بين الركاب، في حين لا يزال البحث جاريًا عن ناجين آخرين.
وتُعد هذه المأساة الجديدة دليلًا على تغيير طرق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، حيث بدأ المهاجرون من دول مثل سوريا وباكستان، الذين كانوا يستخدمون طريق البلقان في الماضي، يلجؤون إلى ليبيا كبوابة للعبور عبر البحر المتوسط، وذلك بسبب تعدد عمليات الصد من قبل خفر السواحل اليوناني، والتي تعتبر مخالفة للقانون الأوروبي.
ولكن هذه الطرق الجديدة تزيد من مخاطر الموت للمهاجرين، خصوصًا وأن السفن التي يستخدمونها متهالكة وغير مجهزة لمثل هذه الرحلات، كما أن عدم استجابة حرس السواحل الأوروبي في حالات الطوارئ يؤدي إلى تفاقم المأساة.
وقد أثار غرق سفينة أدريانا ردود فعل متباينة من قبل المسؤولين والمنظمات الإنسانية، حيث طالب بعضهم باتخاذ إجراءات فورية لحماية حقوق المهاجرين وإعادة توزيعهم بشكل عادل بين دول أوروبا، وأشار آخرون إلى ضرورة التعامل مع جذور المشكلة في بلدان المغادرة والعبور، وتعزيز التعاون مع السلطات المحلية لمكافحة تهريب البشر.
تواصل فرق الإنقاذ اليونانية عمليات البحث عن ناجين من غرق سفينة أدريانا التي كانت تقل مئات المهاجرين من مصر وسوريا وباكستان، في واحدة من أسوأ الكوارث المأساوية في البحر المتوسط منذ عق، وقد أعلن خفر السواحل اليوناني مصرع 79 شخصًا حتى الآن، في حين تم إنقاذ 104 أشخاص فقط.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإنه يُخشى أن يكون مئات الأشخاص قد غرقوا في قاع البحر، حيث يعتقد أن السفينة كانت تحمل نحو 750 شخصًا، وقالت المنظمة إن هذه المأساة تبرز حاجة دول أوروبا إلى توفير طرق آمنة ومنظمة للأشخاص المضطرين إلى الفرار من بلادهم، وإجراء شامل لإنقاذ الأرواح في البحر.
وفي سياق متصل، أوقفت السلطات اليونانية 9 أشخاص يحملون الجنسية المصرية، بتهمة تهريب البشر، بعد غرق سفينة أدريانا، وكان من بين الموقوفين قبطان المركب، وفقًا لمصدر في أحد الموانئ، وأضاف المصدر أن السفينة كانت قد غادرت مصر فارغة قبل أن تستقلها مجموعة من المهاجرين في مدينة طبرق الليبية، وكانت متجهة إلى إيطاليا.
وأفادت السلطات اليونانية أيضًا أن رجال الإنقاذ لا يمكنهم التدخل عاجلاً؛ لأن الأشخاص على متن القارب رفضوا مرارًا وتكرارًا المساعدة – لكن الخبراء القانونيين وجماعات الإغاثة قالوا إن هذا ليس عذراً، وواصلت طائرة هليكوبتر وفرقاطة وثلاث سفن صغيرة البحث على بعد 50 ميلا (80 كيلومترا) من بلدة بيلوس الجنوبية ، حيث غرق القارب.
تم نقل معظم الناجين إلى ملاجئ في مالاكاسا بالقرب من أثينا يوم الجمعة من مستودع في ميناء كالاماتا الجنوبي، ولم يتم العثور على المزيد من الأشخاص على قيد الحياة منذ يوم الأربعاء ، لكن المسؤولين أشاروا إلى أن البحث على مدار الساعة سيستمر.
تدخل مصري
وفي بيان رسمي، أعربت وزارة الهجرة المصرية عن خالص تعازيها لأسر الضحايا الذين لقوا حتفهم في غرق قارب للهجرة غير الشرعية قبالة السواحل اليونانية، الأربعاء الماضي، والذي أبحر من السواحل الليبية، وكان به المئات من جنسيات مختلفة، ومن بينهم مصريين.
وأكدت الوزارة أنه يتم التنسيق مع الجهات المعنية، للوقوف على أسماء الناجين وموقفهم، وكذلك الذين لقوا مصرعهم خلال هذه الكارثة، موضحة أن إجمالى عدد المصريين الناجين 43 منهم (5 قُصر، 38 رجال)، وأنهم شباب ما بين 20-40 سنة من البالغين المصريين.
ومن بين الأشخاص الذين تم إنقاذهم من دول أخرى، 12 باكستانيًا، 47 سوريًا، 2 من دولة فلسطين، في حين أن عدد المفقودين من المصريين غير محدد حتى وقتنا الحالي؛ لأن الحادث كان فى مياه عميقة للغاية، ويتم متابعة الموقف أولا بأول.