انفجار مرفأ بيروت .. أحوال عائلات ضحايا بعد مرور 3 سنوات على الحادث

أخبار العالم, السلايدر , Comments Disabled

انفجار مرفأ بيروت، منذ الرابع من أغسطس عام 2020 مرّ ألف وخمسة وتسعون يوما.
تسبّب الانفجار الذي اعتُبر واحدا من أكبر الانفجارات غير النووية في العالم٬ بمقتل مائتي شخص على الأقل وبوقوع آلاف الإصابات فضلا عن تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة.

بالنسبة للارا فياض التي باتت تبلغ 46 عاما٬ هي قضت ألف وخمسة وتسعون يوما من الغيبوبة.
كانت لارا في منزلها عندما انفجرت كميّة غير محددة بعد من نيترات الامونيوم التي كانت مخزنة منذ عام 2014 في أحد عنابر المرفأ.

سريعا بعد نقلها الى المستشفى٬ دخلت لارا بغيبوبة نتيجة إصابة دماغية جراء الانفجار، ولا تزال على هذه الحال.

لا تزال والدتها تبيت ليالي مع لارا في المستشفى و لا تزال تأمل أن تعود ابنتها اليها يوما ما. ” الايمان والامل هما ما يجعلاننا نستمر”٬ يضيف الياس شقيق لارا.
بالإضافة الى الإرهاق النفسي الذي تعيشه عائلة لارا٬ فان وضعها خلّف تحديات مالية جمة.
فالدولة لم تغط أي من نفقات المستشفى. “عن أي دولة نتحدث؟”٬ يقول الياس متهكما

عائلات ضحايا مرفأ بيروت

أكثر من أي وقت مضى٬ تشعر عائلات الضحايا أنها متروكة فكل شيء يعمّق ألمها.
لا تخلع يسرى الأمين ابدا صورة ابنها الأصغر إبراهيم من رقبتها. في الرابع من آب كان يعمل في المرفأ و عثرت فرقة الاغاثة على جثته بعد أربعة أيام من الانفجار.
كل صباح تزور يسرى قبر ابنها٬ أحيانا مرتين في اليوم. تقول انها لا تنزع الأسود حتى عندما تنام وتصلي أن يزورها إبراهيم في الحلم.
في السنوات الثلاثة الماضية لم تتخلف يسرى عن أي تجمّع لأهالي الضحايا. تقول انها لا تزال تأمل أن تتحقق العدالة بالرغم من كل المعوقات.

والواقع ان تلك المعوقات كثيرة، فالتحقيقات بانفجارالمرفأ مجّمدة كليا منذ اكثر من عام٬ أي منذ أن تم استدعاء مسؤولين نافذين الى التحقيق. فقد رفض رئيس وزراء سابق ووزراء ونواب سابقون ومسؤولون أمنيون المثول أمام قاضي التحقيق وقام بعضهم برفع أكثر من عشرين قضية ضده. أما الهيئة القضائية العليا التي يُفترض بها البتّ بهده القضايا، فلا تجتمع بسبب تعطٌل نصابها.
هكذا دواليك تعاظمت التعقيدات الى درجة ان معظم الناس ضاعوا في التفاصيل ولم يعودوا يعرفون عن التحقيقات سوى انها متوقفة. كثر يعتقدون انها دُفنت كليا، لكن بالنسبة لأهالي الضحايا٬ لا يمكن القبول بحصول ذلك.
“سأبقى أطالب بالعدالة لابني حتى آخر يوم من عمري. لن يُتعبوننا”٫ تقول يسرى الأمين والدة أحد الضحايا.

 

أهالي الضحايا كما منظمات دولية ينددون بما يعتبرونه تدخلا سياسيا في التحقيقات حيث منع حتى الان قاضي التحقيق من استكمال عمله وإصدار قرار اتهامي في قضية انفجار المرفأ٬ وهوما أدى الى بقاء أسئلة أساسية -من نوع من المسؤول عن شحنة نيترات الامونيوم التي وصلت الى لبنان عام 2013؟ من سمح بإبقاء المواد المتفجرة مخزنة في المرفأ منذ العام 2014؟ كيف حصل التفجير؟- دون إجابة.
فقد اعتبرت منظمة امنستي الحقوقية أن “السلطات تستخدم القانون كأداة لحماية المسؤولين الذين يجب محاسبتهم” وطالبت مع منظمات حقوقية اخري بإنشاء لجنة تقصي حقائق دولية في قضية انفجار المرفأ.

مساكنة الألم
ترايسي نجار فقدت ابنتها الكسندرا في الانفجار. كانت تبلغ من العمر ثلاثة أعوام.
مذاك رُزقت ترايسي وزوجها بابن. تقول ان هذا الحدث غيّر كل شيء بالرغم من انه “كلما مر الوقت٬ كلما شعرنا أكثر بغياب الكسندرا واشتقنا اليها”. لا تخفي ترايسي ان ما مرت به جعلها أقوى، ولكننا “جميعنا نشعر بالغضب والقهر”.
تعلم ترايسي جيدا أن الطريق لتحقيق العدالة في لبنان طويلة وشاقة. تذكّر بمقولة ان “المجرم لا يمكن ان يُحاكم نفسه” ولكنها تعتبر أن الوصول للحقيقة والمحاسبة هو ليس فقط حق ابنته٬ وحق جميع الضحايا، بل أيضا حق كل لبناني.

هذا الشعور يتشارك به أهالي الضحايا بالرغم من مرور ثلاثة أعوام. فهم يناضلون من أجل العدالة٬ بكل الوسائل.
تانيا العلم خسرت زوجها في الانفجار وهي محامية وناشطة باتجاه حث الأمم المتحدة على انشاء لجنة تقصي حقائق.
تقول إن هذه اللجنة لن تكون بديلا عن التحقيقات الداخلية لكنها قد تسير بالموازاة معها وتدعمها٬ كما انها قد تساعد في تقديم الاثباتات الموضوعية التي تساند أي تحقيق داخلي او خارجي في القضية.
تصف تانيا ما حدث لزوجها بعملية قتل. “قُتل زوجي. هذه هي الكلمة الدقيقة”.
تضيف: “الوقت يعمّق الجرح”. تعلمت ان تتأقلم مع الألم لكن “الغياب يوجع كثيرا. أحيانا اشعر به في جسدي. يوجع اكثر من قبل”.

 


بحث

ADS

تابعنا

ADS