زكي نجيب محمود، تحتفي الأوساط الفكرية والثقافية بذكرى مرور30 عاما على رحيل المفكر والفيلسوف المصري الراحل زكي نجيب محمود، والذي رحل في مثل هذا اليوم 8 من سبتمبر عام 1993.
وزكي نجيب محمود يعد أحد إبرز المفكرين المصريين في القرن العشرين.
تكريم زكي نجيب محمود
وفي يناير عام 1991، أقام الدكتور زكي نجيب محمود، حفلا لتكريم نفسه بنفسه، وأعلن أنه قد اعتزل الكتابة نهائيا، وأنه يتأهب لاعتزال ما هو أهم من الكتابة وأشمل، أي الحياة، هذا ما جاء على لسان الكاتب الصحفي سليمان جودة عبر مقال نشره في تأبين الكاتب المفكر الراحل زكي نجيب محمود تحت عنوان: “د. زكي نجيب محمود يكتب نعيه بيده قبل ثلاث سنوات!”، والذي أشار فيه إلى أنه على مؤرخينا فيما بعد، أن يسجلوا في أوراقهم، الأسباب التي دعت مفكرنا العظيم، إلى تكريم نفسه.
وقال جودة: فهو بصراحة – أي زكي نجيب محمود – لم يكن يتوقع أن يقول عنه أحد كلمة حق، بعد رحيله، وكيف تقال إن كانوا لم يقولوها في حياته؟
ولفت جودة إلى أنه جاء حفل التكريم عبر مقدمته لآخر كتبه “حصاد السنين” الذي جعل أول فصل فيه بعد المقدمة، بعنوان: “تغريدة البجع”.
كتب الدكتور زكي نجيب محمود
ومما جاء في مقدمة كتاب “حصاد السنين” على لسان مفكرنا الراحل زكي نجيب محمود “أحس الكاتب أنه، وقد بلغ الخامسة والثمانين من عمره، وانتابته عوامل الضعف والمرض، أنه قد اقتربت سيرته الثقافية من ختامها مما أوحى له بأن يكتب هذا الكتاب؛ ليقدم به إلى قارئه صورة للحياة الثقافية كما عاشها أخذا وعطاء، وهي حياة طال أمدها حتى بلغ عند كتابة هذه السطور ما يزيد قليلا عن ستين عاما، بدأت قبيل سنة 1930 م، وطالت حتى أوشك الزمن على دخول سنة 1991 م.
من هو زكي نجيب محمود
الدكتور زكى نجيب محمود واحد من أهم الفلاسفة والمفكرين فى تاريخ الأمة العربية، هو صاحب مدرسة فكرية فلسفية مُبسطة، نجح فى صُنع خليط بين الثقافة الشرقية والغربية، وهو أحد رواد الفلسفة الوضعية المنطقية، وصَفَه عباس العقاد بأنه “فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة”.
ولد زكى نجيب محمود فى قرية ميت الخولى عبد الله بمحافظة دمياط فى أول فبراير سنة 1905، والتحق بكُتَّاب القرية، وواصل تعليمه حتى تخرجَ فى مدرسة المُعلمين العليا بالقسم الأدبى، ثم حصل على بكالوريوس الشرفية من الطبقة الأولى فى الفلسفة من جامعة لندن، لينال بعدها درجة الدكتوراه فى الفلسفة من كلية الملك بلندن سنة 1947.