استخدم علماء فلك قمرين صناعيين مخصصين للبحث عن الكواكب خارج نظامنا الشمسي، لحل لغز كوني والكشف عن نظام شمسي مكون من ستة كواكب يبعد حوالي 100 سنة ضوئية عن كوكب الأرض، وتتزامن مدارات الكواكب الستة مع بعضها البعض، حيث تدور وتيرة متزامنة، ويقول علماء الفلك إنهم يعتقدون أن جميع الأنظمة الشمسية كانت تتحرك بنفس الآلية عندما تشكلت لأول مرة، لكن القليل منها فقط ما زال يتحرك بنفس الآلية.
هل توجد حياة أخرى خارج كوكب الأرض؟
تُعد مسألة ما إذا كانت الحياة موجودة في مكان آخر من الكون واحدة من الأسئلة الأكثر عمقاً وإثارة في العلم.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع على وجود حياة خارج كوكب الأرض، إلا أن العلماء لم يتمكنوا أيضاً من نفي تلك المسألة، فالظروف التي تتيح الحياة على كوكبنا الأزرق تتوافر في ملايين الكواكب الأخرى.
قبل نحو 4 مليارات سنة كانت البيئة على كوكب الأرض غير مستقرة ومعادية بشكل كامل للحياة التي نعرفها اليوم. خلال تلك الفترة، اندلعت براكين، وتشكلت صخور ساخنة، وساد طقس متطرف للغاية منع الحياة.
وحين تحسنت تلك الظروف؛ بدأت الحياة بالظهور. وتُشير الأدلة العلمية إلى أن العناصر الأساسية للحياة كالماء والكربون كانت متاحة بوفرة قبل حوالي 3.7 مليار سنة. تفاعلت الجزيئات مع بعضها البعض بعشوائية، لتكون هياكل معقدة تُشبه البروتينات والحمض النووي.
وبعد بضع ملايين من السنين، تطورت تلك الهياكل إلى الكائنات الحية البسيطة وحيدة الخلية. ثم بدأت عمليات الانقسام الخلوي، ونقل الجينات والتنوع الوراثي ما سمح بتطور الحياة بشكل مذهل لتصل إلى ما هي عليه اليوم.
ظروف ملائمة للحياة على الأرض
هناك مجموعة من العوامل المحددة التي يُمكن أن تسهم في إمكانية وجود وتطور الحياة، بالشكل الذي نعرفه على كوكب الأرض.
من بين تلك الظروف، وجود الماء السائل الذي يساعد على تكوين الجزيئات الكيميائية ويعمل كمحفز ووسيط للتفاعلات الكيميائية الحيوية، ويوفر بيئة مناسبة لتكوين البنية الجزيئية للبروتينات والحمض النووي.
ويعتقد العلماء أن هناك العديد من الكواكب وحتى الأقمار، التي توجد فيها كميات ضخمة من الماء، فقد تمَّ اكتشاف أدلة قوية على وجود تكوينات جيولوجية تشير إلى وجود مياه سائلة في الماضي على سطح المريخ، مثل الأودية الجافة وما يشبه البحيرات القديمة على سطح الكوكب الأحمر.
على سبيل المثال يعتقد العلماء أن قمر كوكب زحل المعروف باسم “إنسيلادوس” يحتوي على محيط مائي ضخم تحت سطحه، إذ تُشير البيانات المأخوذة من مركبة “كاسيني” التي درست زحل وأقماره إلى وجود مياه تحت الجليد السطحي لإنسيلادوس.
كان ذلك الاكتشاف مثيراً للغاية، فوجود ماء تحت سطح القمر يُمكن أن يوفر حياة، خاصة مع وجود الحرارة المناسبة جراء نشاط القمر الجيولوجي، فالحياة، كما نعرفها، تتطلب وجود درجات حرارة تسمح بوجود الماء في الحالة السائلة.
الكوكب الصالح للسكن
يبحث العلماء عن الحياة كما نعرفها في الكواكب الواقعة في النطاقات الصالحة للحياة، حيث تلعب المسافة بين الكوكب ونجمه الأم دوراً حاسماً في تحديد درجات الحرارة والظروف الجوية عليه، ويجب أن تكون المسافة مناسبة للحصول على حرارة وضوء كافيين لدعم الحياة.
كما يجب توفر غلاف جوي مناسب على الكوكب للسماح بوجود الأكسجين والنيتروجين وغازات أخرى ضرورية للتنفس والحياة، ولتقليل تعرض الكوكب للإشعاعات الضارة.
كما يفضل أن يكون الكوكب مستقراً من الناحية الجيولوجية، وقد عثر العلماء بالفعل على عدد من الكواكب الواقعة في تلك النطاقات، وذلك بعد إطلاق وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” قمرها الصناعي في عام 2018 لمسح الكواكب الخارجية العابرة (TESS) بهدف البحث عن الكواكب الخارجية.
حققت تلك المهمة نجاحاً كبيراً في اكتشاف الآلاف من الكواكب المرشحة خارج المجموعة الشمسية، بما في ذلك بعض الكواكب بحجم الأرض، وتقع في المنطقة الصالحة للسكن حول نجمها.
لكن الأمر لا يقتصر على وجود الكوكب ضمن النطاق الصالح للسكن، بل يمتد أيضاً ليشمل ضرورة احتواء الكوكب على كربون وهيدروجين ونيتروجين وفوسفور لتكوين الجزيئات العضوية.
وحتى الآن لم يتأكد العلماء من وجود ذلك الخليط من المواد الكيميائية في الكواكب الخارجية، إلا أن هناك العديد من التكهنات بشأن وجود تلك المواد في عدة أجرام سماوية من ضمنها “إنسيلادوس”.