علق الخبير العسكري اللواء طارق المهدي على إعلان الكرملين إجراءات استعداد مشاركة الرئيس فلاديمير بوتين في فاعلية صب خرسانة المفاعل النووي الرابع في مصر.
وقال عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية الأسبق في تصريحات صحفية إن مشاركة الرئيس الروسي في هذا الحدث تعيد بكل تأكيد حقيقة متانة العلاقات بين مصر وروسيا، كما أنها تذكر أيضا بتاريخ مجيد من العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتي في فترة الستينيات عندما حضر الرئيس خروشوف أيام بناء السد العالي والتقى بالرئيس جمال عبد الناصر.
وأشار إلى أن مشاركة الرئيس الروسي في هذا الحدث تصب فى نفس الاتجاه وتعيد تأكيد مدى عمق العلاقات بين البلدين، موضحا أنه كما كان مشروع السد العالي وبحيرة ناصر مشروع القرن العشرين في مصر، فإن مشروع الضبعة النووي هو مشروع القرن الحادي والعشرين.
وأضاف اللواء طارق المهدي أن هناك علاقات وطيدة بين البلدين وعلاقة متميزة بين الرئيس السيسي والرئيس بوتين في هذه المرحلة التاريخية الهامة التي تواجه فيها المنطقة تهديدات وجودية تؤكد على عمق الشراكة بين مصر وروسيا لمواجهة التحديات وتضافر الجهود للحفاظ على المكتسبات التي تمت في المرحلة الماضية.
ونوه بأن مشاركة الرئيس الروسي لها أكثر من مدلول سياسي واقتصادي وأخلاقى وتاريخي بين مصر وروسيا، لا سيما أن مصر أصبحت الآن جزءا من منظومة البريكس.
من جانبه، قال الخبير المصري أحمد رفعت الباحث في شؤون الأمن القومي، إن العلاقة بين مصر وروسيا على أفضل ما يكون، حتى أنه أعيد لها اعتبارها منذ 2014 واقتربت مما كانت عليه في الستينيات ويتم بالفعل الالتزام باتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين في 2018.
وتابع رفعت: “التعاون ليس سياسيا ولا عسكريا فحسب بل اقتصادي أيضا حيث بلغ حجم الاستثمار الروسي في مصر ما يقرب من 8 مليارات دولار عبر أكثر من 500 شركة من بينها الشركات الروسية الكبرى في المجالات الثلاثة المهمة وهي “روسنفت” في مجال الاكتشافات البترولية والغازية وكذلك “روس أتوم” في مجال الطاقة النووية و”روس كوسموس” في مجال الفضاء.
ونوه الباحث المصري بأن “روس آتوم” افتتحت قبل أيام مكتبها بالقاهرة ليكون جامعا شاملا لكل مكاتبها وأعمالها ومنها متابعة المحطة النووية المصرية المكونة من أربعة مفاعلات، حيث لا يمر يوم إلا وهناك جديد في الأمر من أعمال بناء وتشييد وإضافة.
وقال رفعت إنه على سبيل المثال أعلن في أغسطس الماضي عبر موقع محطة الضبعة النووية في مصر عن وصول “الوحش” الروسي أو رافعة “Liebherr LR 11350” من روسيا ضمن المرحلة الرئيسية من تركيب قلب المفاعل النووي الأول وملحقاته في المحطة، وفي أكتوبر أعلن عن وصول مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثانية.
وتابع: “وهكذا كل يوم هناك إضافة مع الصديق الروسي التاريخي الذي يبدو واضحا أثر التعاون معه هذا عدا المصانع والسلاح الذي انتصرنا به في حرب أكتوبر. وقد شيد في الستينيات خط بعرض النيل العظيم في الجنوب غير وجه مصر وخلفه أكبر بنك مياه في العالم ومعه اليوم خط في الشمال على مساحة كبيرة على ساحل المتوسط، وهذه كلها ستغير وجه المستقبل”.
وكان المتحدث بسام الكرملين دميتري بيسكوف قد أعلن أنه يجرى الإعداد “لمشاركة الرئيس فلاديمير بوتين في فعالية متعلقة بصب خرسانة المفاعل الرابع في محطة الضبعة النووية” التي تشيدها روسيا في مصر.
وقال بيسكوف في إجابة على سؤال أحد الصحفيين: “نعم، يتم الإعداد بالفعل لذلك، وهذا الحفل مهم للغاية”.
وتابع بيسكوف: “يستمر تعاوننا مع الشركاء المصريين في مجموعة متنوعة من المجالات وهي شريك مهم للغاية، بما في ذلك في مجال هذه التكنولوجيا المتطورة وهو أمر مهم للغاية لمزيد من التنمية في مصر”.
كما أكد بيسكوف أن روسيا بلد رائد بلا منازع في الصناعة النووية على المستوى العالمي، وقال: “نقدم خدمات أفضل وأرخص وذات جودة أعلى، وهنا سيكون من الصعب للغاية على المشاركين الآخرين في هذا السوق منافستنا”.
وكانت شركة “روسآتوم” الروسية الرائدة للصناعات النووية والطاقة الذرية وتنشط في بناء وخدمة المفاعلات النووية في 60 دولة، قد أعلنت عن افتتاح فرع لها في القاهرة.