لا شيء يعلو فوق صوت الفضيحة الجنسية التي ضربت جائزة نوبل للآداب وما وصلت إليه الأمور داخل الأكاديمية العريقة وما ستسفر عنه الأيام الفترة القادمة.
التفاصيل كشفتها صحيفة “الجارديان” البريطانية، التي أشارت إلى احتمالية إلغاء حفل تسليم جائزة نوبل للآداب هذا العام، وذلك بما يعد المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، والسبب هو الفضيحة الجنسية التى تعرض لها زوج إحدى عضوات “الأكاديمية السويدية” المانحة لجائزة نوبل، موضحا أن الأكاديمية السويدية تناقش ما إذا كانت بصدد إلغاء جائزة نوبل للآداب 2018، حيث من المتوقع أن تصل الأكاديمية إلى قرار بحلول الـ3 من مايو المقبل.
ومن جانبه قال بيير واستبيرج، أحد أعضاء الأكاديمية السويدية “إنه بعد مناقشة أمر إلغاء حفل الجائزة من عدمه، لم يتوصل أعضاء الأكاديمية لقرار”، مضيفا: “أنه من المقرر أن يتوصلوا لقرار فى اجتماعهم يوم الخميس المقبل”، مشيرا إلى أنه حال إلغاء الحفل ستقوم الأكاديمية بمنح جائزتين فى العام الذى يليه (أكتوبر 2019).
الواقعة ألقت بظلالها منذ أن كشفت حركة “أنا أيضا” عن شهادات لـ18 امرأة تعرضن للتحرش الجنسى والاغتصاب من قبل رجل من أصل فرنسى يدعى جون كلود أرنو، متزوج من الشاعرة والكاتبة المسرحية كاترينا فروستنسن، وهى عضو فى الأكاديمية السويدية بما فى ذلك أعضاء الأكاديمية وزوجاتهم وبناتهم.
وتوالت بعدها الأنباء بداية من استقالة ثلاثة أعضاء من الأكاديمية، وصولاً إلى استقالة الأمينة الدائمة لجائزة نوبل للآداب، سارة دانيوس، على خلفية الواقعة السابقة، الأمر الذى دفع الأكاديمية لفتح تحقيق داخلى.
وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، فإن الأكاديمية السويدية أنهت علاقاتها مع زوج الشاعرة كاتارينا فروستنس، وكذلك قطعت مساعداتها لدار المعارض والعروض الفنية التى يديرها فى ستوكهولم، وتشكل مقصدًا للنخب الثقافية السويدية، إضافة إلى أنها فتحت تحقيقا داخليا فى هذه الأزمة.
وقال أحد أعضاء الأكاديمية السويدية المستقيلين، وهو بيتر إنجلوند، “إن المسألة أثارت انقسامًا عميقًا فى أوساط الأدب والشعر فى هذا البلد الإسكندنافى الذى تحوى محفوظاته أسرار نوبل منذ انطلاقة هذه الجائزة العريقة”، كما كشف العضو المستقيل، فى رسالة بعث بها إلى صحيفة “أفتونبلاديت” السويدية: “مع الوقت، ظهرت بوادر شقاق لا يكف عن التوسع”، مشيرا إلى أن الأمينة الدائمة سارة دانيوس التى خلفته عام 2015، تواجه انتقادات داخلية “غير مبررة”.
وأشار عضو الأكاديمية السويدية أندرس أولسون إلى أن الاستقالات جاءت عقب تصويت أفضى إلى تجديد الثقة من أكثرية أعضاء الأكاديمية فى كاتارينا فروستنسن، زوجة الرجل المعنى بأزمة التحرش والاغتصاب.
ويبدو أن تدخل الملك شخصيا أدى إلى سرعة إعلان نتيجة التحقيقات التى تجريها الأكاديمية السويدية، حيث قالت الأكاديمية فى بيان لها فى 20 أبريل الجارى، إن اتهامات بسوء سلوك جنسى وجهت لشخص متزوج من إحدى عضوات الأكاديمية، والتى أدت لجدل واسع داخل الأكاديمية التى تحيط نفسها بالسرية، لم تكن معروفة على نطاق واسع داخل المؤسسة، ومع التحقيق فى قضية سوء السلوك الجنسى المرتبطة بجون كلود أرنو، وهو مصور وشخصية ثقافية شهيرة، ظهرت مزاعم أيضا أن هويات فائزين سابقين بالجائزة انكشفت مسبقا.