يحتفي المسلمون في جميع أنحاء العالم بيوم الوقوف على جبل عرفات، الذي يعد الركن الأعظم في الحج، استنادًا إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «الحَجُّ عَرَفَةُ». ومع ذلك، يبقى الجدل قائمًا حول الاسم الصحيح لهذا الجبل: هل هو عرفة أم عرفات؟
الفرق بين عرفة وعرفات
تعددت التفسيرات حول الفرق بين الاسمين، حيث يرى بعض العلماء أن كلاهما يشير إلى نفس البقعة، وأنهما مترادفان في المعنى. بينما يذهب آخرون إلى أن “عرفات” هو الاسم الصحيح للموقع الجغرافي، في حين أن “عرفة” يشير إلى يوم الوقوف وليس إلى المكان نفسه.
لماذا سمي جبل عرفات بهذا الاسم؟
هناك العديد من الروايات التي تفسر سبب تسمية الجبل بهذا الاسم، ومنها:
لقاء آدم وحواء: تشير إحدى الروايات إلى أن هذا الجبل كان الموقع الذي التقى فيه آدم وحواء بعد نزولهما من الجنة، فتعرفا فيه على بعضهما.
تعليم جبريل لإبراهيم المناسك: قيل إن جبريل عليه السلام كان يطوف بالنبي إبراهيم عليه السلام ليعلمه مناسك الحج، وكان يسأله: «أعرفت؟» فيرد إبراهيم: «عرفت، عرفت»، ومن هنا جاء اسم الجبل.
التعارف بين الحجاج: في هذا اليوم العظيم، يجتمع المسلمون على صعيد عرفات، يتعارفون فيما بينهم، ويطلبون الرحمة والمغفرة، ما يعزز فكرة ارتباط الاسم بالتعارف.
الاعتراف بالذنوب: يُقال إن الجبل سمي كذلك لأن الحجاج يعترفون فيه بذنوبهم، متضرعين إلى الله طلبًا للعفو والمغفرة.
الرائحة الطيبة: هناك تفسير آخر يقول إن الاسم مشتق من “العرف”، أي الرائحة الزكية، إذ يُقال إن الجبل يحتفظ بعطره رغم انتشار رائحة الذبائح في منى يوم النحر.
اسم يحمل معاني عظيمة
سواء كان اسمه “عرفات” أو “عرفة”، يظل هذا الجبل رمزًا للإيمان والتوبة والرحمة، حيث تتنزل فيه البركات وتعتق فيه الرقاب، ويشهد على واحد من أعظم مشاهد الحج التي توحد المسلمين في بقعة واحدة، قلوبهم معلقة بالخالق، وألسنتهم تلهج بالدعاء.
