في واحدة من أكثر القصص الإنسانية إثارة داخل عائلة سياسية بارزة، كشفت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن ابنته “إيفانكا” اعتنقت الديانة اليهودية “من شدة حبها لإسرائيل”، وهي الجملة التي أثارت موجة من الجدل والتساؤلات حول العلاقة بين العاطفة والدين في حياة المشاهير.
إيفانكا، التي كانت تُعرف برقيّها وأناقتها ونشاطها في عالم الأعمال، اتخذت قرار التحول إلى اليهودية الأرثوذكسية قبل زواجها من رجل الأعمال جاريد كوشنر، أحد أبرز المستشارين في إدارة والدها خلال فترة رئاسته. لم يكن القرار سياسيًا كما ظن البعض، بل خطوة شخصية تعبّر عن قناعة وحب كبيرين، كما وصفها والدها.
ورغم الجدل الذي أثير حول هذا التحول، فإن قصة إيفانكا ترامب لم تكن الأولى من نوعها، إذ شهد عالم المشاهير قصصًا مشابهة لحالات غيّر فيها الحب الديانة والهوية الثقافية، مثل المغني البريطاني الشهير كات ستيفنز الذي اعتنق الإسلام وأصبح “يوسف إسلام”، أو الممثلة الأمريكية مادونا التي تأثرت بالكابالا، أحد فروع التصوف اليهودي.
ويرى متابعون أن قصة إيفانكا تعبّر عن جانب إنساني خالص في حياة شخصية لطالما ارتبط اسمها بالسياسة والثراء، حيث امتزجت مشاعر الحب بالعقيدة في لحظة فارقة من حياتها.
ويؤكد المقربون من العائلة أن “ترامب الأب” دعم قرار ابنته بالكامل، رغم أن الأمر لم يخلُ من المفاجأة بالنسبة له، إلا أنه عبّر مرارًا عن احترامه لخياراتها الشخصية، واعتزازه بعلاقتها القوية بزوجها وأبنائها الذين يربَّون وفق الطقوس اليهودية.
وبينما يرى البعض أن قرار إيفانكا يعكس “جانبًا ناعمًا” في عائلة عُرفت بصلابتها السياسية، يرى آخرون أن القصة تسلط الضوء على ظاهرة متزايدة بين المشاهير الذين يبحثون عن التوازن بين الحياة الشخصية والهوية الروحية، حتى لو كلّفهم ذلك تغييرًا جذريًا في المعتقد.
كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أشاد خلال خطاب ألقاه في الكنيست، بابنته إيفانكا على محبتها الكبيرة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا الحب كان سببًا في اعتناقها الديانة اليهودية.
وذكر ترامب أن إيفانكا سافرت معه إلى إسرائيل قبل زواجها من جاريد كوشنر عام 2009، الذي نُسب له دور بارز في “وقف” الحرب على غزة وتأمين إطلاق سراح الأسرى.
وأضاف الرئيس الأمريكي: “دعوني أتقدم بشكر خاص لشخص يحب إسرائيل حقًا، حتى أن ابنتي اختارت اعتناق اليهودية”. وتابع: “لم أكن أعلم أن هذا سيحدث… وبيبي، أنت تعرفين أن هذا لم يكن مقدّرًا لي”.
كما أعرب ترامب عن تقديره لعلاقة ابنته بزواجها من كوشنر، قائلاً: “إنهما سعيدان للغاية، وزواجهما رائع ويتسم بالانسجام التام، وهما أفضل صديقين تربطهما علاقة مميزة جدًا”. وأضاف أن على الكنيست أن “يشكر الله القدير، إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب” اليوم.
يُذكر أن إيفانكا خضعت للتحول الديني تحت إشراف الحاخام هاسكل لوكشتاين من كنيس “كهيلاث جيشورون”، وهو معبد يهودي أرثوذكسي في الجانب الشرقي العلوي بنيويورك. وفي مقابلة مع مجلة فوغ عام 2015، صرّحت إيفانكا أنها لطالما فضلت الاحتفاظ بهذا الجانب من حياتها الشخصية بعيدًا عن الأضواء.
وعبر ترامب عن رضاه لاختيار ابنته اتباع نمط حياة يهودي علنًا، رغم حفاظه على بعض جوانب حياتها الشخصية سرية. وعندما كان من المقرر ولادة طفل إيفانكا وكوشنر عام 2016، أعلن ترامب بفخر أنها “على وشك إنجاب طفل يهودي جميل”.
كما قامت إيفانكا بعدة زيارات إلى تل أبيب، ورافقتها ميلانيا ترامب لزيارة حائط البراق، حيث ناقشتا معًا أهميته الدينية.