كارولين ليفيت.. المتحدثة “النارية” للبيت الأبيض التي قلبت الطاولة على المراسلين

أخبار الترند, السلايدر , Comments Disabled

لم تمضِ ساعات على احتفالها بعيد ميلادها الثامن والعشرين، حتى وجدت كارولين ليفيت، أصغر متحدثة باسم البيت الأبيض في تاريخ الولايات المتحدة، نفسها في قلب عاصفة سياسية وإعلامية أثارت الجدل في واشنطن والعواصم الغربية.

فقد تداولت صحيفة هافينجتون بوست تقريرًا مثيرًا، زعمت فيه أن ليفيت أطلقت ردًا “غير دبلوماسي” على أحد مراسليها، عقب سؤاله حول القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، المقرر عقدها في العاصمة المجرية بودابست.

ووفقًا للمراسل “إس. في. داتي”، فإن المتحدثة ردت عليه في رسالة نصية قائلة: “أمك من فعلت”، قبل أن تتابع بسيل من الإهانات وصفت فيها الصحيفة بأنها “غير حقيقية ومملوكة لأجندة معادية لأمريكا”.
الواقعة التي حدثت في 17 أكتوبر لم يعلّق عليها البيت الأبيض حتى الآن، فيما اكتفى المراسل بنشر مقتطفات دون عرض المحادثة الكاملة.

الصحيفة اليسارية ربطت الرد الغاضب بتصاعد التوتر بين إدارة ترامب ووسائل الإعلام الليبرالية، خصوصًا مع حساسية القمة المقبلة مع بوتين. غير أن مقربين من ليفيت يرون أن الواقعة جزء من حملة منظمة لتشويه صورتها بعد صعودها السريع داخل الدائرة المقربة من الرئيس.

من الطفولة إلى البيت الأبيض

وُلدت كارولين كلير ليفيت في 24 أغسطس 1997 ببلدة أتكنسون في ولاية نيوهامبشر، لأسرة متواضعة؛ والدها “بوب ليفيت” يمتلك وكالة شاحنات مستعملة، ووالدتها “إيرين” تدير كشكًا صغيرًا لبيع الآيس كريم.
هناك، بين رائحة الفانيليا وصوت محركات النقل، تشكل وعي الفتاة التي تعلمت منذ الصغر قيمة العمل والانضباط.

عام 2015 التحقت بجامعة سانت أنسلم كوليدج، حيث درست الإعلام والعلوم السياسية، وكتبت في صحيفة الجامعة مقالات تنتقد ما وصفته بـ“التحيّز الليبرالي”، كما أسست ناديًا للبث الإذاعي.
كانت أول فرد من عائلتها يحصل على شهادة جامعية، ومنها انطلقت رحلتها مع فكرة التأثير عبر الكلمة والإعلام.

صعودها المهني الصاروخي

بدأت مسيرتها داخل إدارة ترامب عام 2020 وهي في الثالثة والعشرين فقط، من موظفة صغيرة إلى مساعدة للمتحدثة باسم البيت الأبيض، ثم مديرة اتصال للنائبة الجمهورية إيليز ستيفانيك.
وفي عام 2025، تم تعيينها متحدثة رسمية باسم البيت الأبيض، لتصبح أصغر من تولّى هذا المنصب في التاريخ الأمريكي.

️ أسلوبها.. صراحة تلامس الوقاحة

ليفِت لا تتحدث فحسب — بل تقاتل بالكلمات.
لغتها حادة وسريعة، تمزج بين الثقة والسخرية، وتتعامل مع الأسئلة الصحفية كاختبار قوة لا فرصة للإجابة.
وفي أول مؤتمر لها، أعلنت فتح الباب أمام صنّاع المحتوى والمدونين، في خطوة فسّرها البعض بأنها رسالة تحدٍ للإعلام التقليدي.

الترامبية بحلّة جيل زد

يصفها البعض بأنها “النسخة الجيلية من ترامب”.
تستخدم عباراته الشهيرة مثل “الإعلام الزائف” و“النخبة الفاسدة”، وتفضل مخاطبة الجمهور مباشرة عبر الكاميرا لا عبر الصحفيين.
هي تجسيد لمدرسة “الترامبية” في زمن جيل الهواتف الذكية، حيث تختلط السياسة بالترند واللقطة الفيروسية.

معاركها مع الإعلام

منذ أيام الجامعة، وهي تصف الإعلام الليبرالي بأنه “أداة تضليل”.
هاجمت شبكات كبرى مثل CNN وMSNBC، واتهمتهما بـ“تشويه الحقائق خدمة لأجندة يسارية”.
وفي واقعة “Your mom did it” الأخيرة، أكدت مجددًا أنها لا ترى في المواجهة التلفزيونية مجرد نقاش… بل معركة رأي عام.

من الحفل إلى الأزمة

اللافت أن الواقعة جاءت بعد يوم واحد فقط من احتفالها بعيد ميلادها الـ28، في حفل صغير نشرته عبر حسابها على منصة “إكس”، ظهرت فيه ترقص وتضحك وسط أصدقائها.
وبينما كانت تشعل الأجواء برقصة عفوية، كانت تغذي – دون أن تدري – واحدة من أكثر القصص انتشارًا في الإعلام الأمريكي خلال الأسبوع نفسه.

وبين من يراها صوتًا حقيقيًا لجيل يميني جديد، ومن يعتبرها ظاهرة سياسية مصنوعة بعناية، تبقى كارولين ليفيت حالة فريدة في المشهد الأمريكي:
فتاة من بلدة صغيرة، تتحدث بثقة زعيم، وتثير ضجيج أمة كلما فتحت هاتفها لترد على سؤال صحفي.


بحث

ADS

تابعنا

ADS